أثار إعلان قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق، العميد أحمد الدالاتي، عن اعتقال خلية تابعة لحزب الله في بلدتي سعسع وكناكر بريف دمشق الجنوبي الغربي، العديد من علامات الاستفهام حول توقيت الإعلان وأبعاده السياسية والأمنية، خاصة في ظل الحديث عن تغيّرات متسارعة في الخارطة السورية.
خلية مدربة في لبنان وتخطط لهجمات داخل سوريا:
ووفقاً لما أعلنه الدالاتي، فإن الخلية التي تم القبض عليها تلقّت تدريبات عسكرية في معسكرات داخل الأراضي اللبنانية، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية.
وقد أسفرت العملية عن مصادرة قواعد لإطلاق الصواريخ، 19 صاروخاً من نوع “غراد”، صواريخ مضادة للدروع، بالإضافة إلى أسلحة فردية وكميات كبيرة من الذخائر.
من هو أحمد الدالاتي؟ خلفية مثيرة لرجل أمن مثير للجدل:
ولد أحمد الدالاتي في سبتمبر/أيلول 1985 في بلدة كفير الزيت بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق، وحصل على شهادة في هندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب.
مع بدء الأحداث في سوريا عام 2011، كان الدالاتي من أوائل المنخرطين في المظاهرات، قبل أن ينضم لاحقاً إلى العمل المسلح ضمن صفوف “جيش الإسلام”، ثم “حركة أحرار الشام”، حيث شغل منصب نائب القائد العام.
من العسكرة إلى الإدارة الأمنية: مسار تصاعدي في مواقع السلطة:
بعد سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024، كان الدالاتي من أبرز الداعمين للسلطة الانتقالية الجديدة، وتدرّج في المناصب من نائب لمحافظ ريف دمشق إلى محافظ القنيطرة، حيث تولى ملف التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي. وخلال توليه منصب محافظة القنيطرة، ازدادت توغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي والاعتقالات في القنيطرة، ما أثار انتقادات شعبية.
لاحقاً، تولى منصب قائد الأمن الداخلي في السويداء، حيث وقعت اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 2000 شخص من الدروز والبدو، وانتهت بتدخل مباشر من الاحتلال الإسرائيلي بحجة حماية الطائفة الدرزية، شنت خلاله غارات جوية استهدفت مبانٍ حكومية، أبرزها هيئة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق.
هل يُمهّد إعلان الدالاتي لتدخل إسرائيلي جديد؟
مع عودته إلى المشهد الأمني كقائد للأمن الداخلي في ريف دمشق، اختار الدالاتي أن يظهر من جديد عبر إعلان القبض على خلية تتبع لحزب الله في بلدتي سعسع وكناكر، وهي بلدات قريبة من بلدة بيت جن التي شهدت عدة توغلات إسرائيلية خلال الفترة الماضية.
وهنا تُطرح الأسئلة:
هل إعلان الدالاتي هو رسالة موجهة للاحتلال الإسرائيلي لطمأنته بأن “لا تهديدات فاعلة” في المنطقة؟
أم أنه سيمهّد لتبرير عمليات أمنية أو غارات إسرائيلية جديدة على مواقع في ريف دمشق الغربي؟
وهل تعني هذه الخطوة إعادة إدخال حزب الله قسرياً إلى المشهد السوري من بوابة “التهديد الأمني”؟
إقرأ أيضاً: إسرائيل تثبّت نقاطًا عسكرية في رخلة: خطوة استراتيجية تهدد أمن دمشق وبيروت
إقرأ أيضاً: أحمد الدالاتي.. مهندس التواصل بين سوريا وإسرائيل