23 عاماً على تفجيرات 11 أيلول.. واشنطن وسياسة الخديعة المستمرة

داما بوست | جعفر مشهدية

نفذ 19 عنصراً يتبعون لتنظيم “القاعدة” الإرهابي سلسلة عمليات انتحارية، باستخدام طائرات مدنية، في 11 أيلول 2001 استهدفت برجي التجارة العالميين، ومقر وزارة الدفاع الأميركية، وتمت العملية عبر 4 طائرات مدنية أميركية، اثنتين منهما اصطدمتا في برجي التجارة، والثالثة في مبنى “البنتاغون”، أما الرابعة والتي كان مقرر أن تستهدف “البيت الأبيض”، تم السيطرة عليها من قبل الركاب قبل أن تتحطم في ولاية بنسلفانيا.
وخلفت العمليات حوالي 3 آلاف قتيل و25 ألف جريح، وعشرات المباني والشركات المهدمة بشكل كامل أو جزئي في مواقع العملية، ما أدى لخسارات بمليارات الدولارات، وفقدان نصف مليون عامل لوظائفهم، وخسارات قياسية في البورصة الأميركية.
وقامت القيادة الأميركية لاحقاً بإعلان ما سمته “الحرب على الإرهاب”، وذلك للقضاء على تنظيم “القاعدة” وكل الأنظمة الداعمة له، حيث بدأت حربها بغزو أفغانستان، معقل التنظيم، واحتلالها لحوالي 20 عاماً، ثم الانسحاب منها وتركها مرة أُخرى تحت سلطة “القاعدة” وجماعاتها مع آلاف الضحايا والدمار على جميع الأصعدة.
وتابعت الولايات المتحدة خطتها في خلق “نظام عالمي جديد” بقيادتها، وتحت ذريعة “محاربة الإرهاب”، حيث احتلت العراق في 2003 بمزاعم وجود “أسلحة محرمة دولياً ونشر الديمقراطية”، لتدمر برفقة حلفائها العراق وحلت جيشه وشردت شعبه، وأدى ذلك لما يفوق عن مليون شهيد عراقي ودمار اقتصادي وعمراني بمليارات الدولارات، وحروب طائفية وأزمات سياسية حتى يومنا هذا.
واستمرت أميركا في خطتها، لكن بطريقة مختلفة منذ نهايات 2010 أو ما يُعرف بـ “ثورات الربيع العربي” التي هدفت لزعزعة استقرار المنطقة العربية دعماً لكيان الاحتلال ولسرقة خيرات البلاد، حيث ساهمت الولايات المتحدة بصعود التيارات الإرهابية في العراق ولبنان ومصر واليمن وتونس وسورية، عدا عن تدمير ليبيا وتواجدها كشريك أساسي في الحرب على سورية وشعبها، وكل ذلك لسرقة الثروات وإشغال العالم العربي بنزاعات داخلية بعيداً عن القضايا الأساسية، وعلى رأسها فلسطين.
ويجزم الخبير في العلاقات الروسية العربية الدكتور “فهيم الصوراني” لـ “داما بوست” أنه “في التاريخ المعاصر، لا يوجد دولة سعت لتحقيق مصالحها بأقذر الطرق سوى الولايات المتحدة، وذنبها كيان الاحتلال، فبعد أحداث 11 أيلول ثبت للعالم أجمع عبر تقارير داخلية أميركية أن ما جرى مسرحية، هدفها تضليل الرأي العام العالمي اعتماداً على يافطات زائفة، استندت على آلاف الأرواح سواء التي كانت داخل الأبراج المستهدفة أو في العراق وأفغانستان وغيرها”.
وتابع “الصوراني” أنه “خلال مرحلة حرب العراق استخدمت واشنطن ذات المسرحية القائمة على الكذب، والذكرى هنا لحركة كولن باول في مجلس الأمن، التي كانت معبراً لاحتلال العراق من خلال الترويج للقضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية، وهو ما نفاه باول لاحقاً وأكد كذب ادعاءات حكومته، لكن ذلك جاء بعد خراب مالطة وتوريط المجتمع الدولي بدماء العراقيين بهدف تحقيق مكاسب واشنطن وحمايتها” حسب تعبيره.
وأشار “الصوراني” إلى أن “التجربة السورية كانت خير دليل على سياسة الولايات المتحدة غير الأخلاقية، عبر اتهام الدولة السورية بعدة تهم مبنية على الكذب والخداع، لدعم العصابات الإرهابية، وضرب الدولة، والتدخل العسكري، وتعود اليوم واشنطن لممارسة ذات الألاعيب على الخريطة السورية، إما مباشرةً منها، أو عبر حلفائها، وهنا الحديث عن التركي، حيث تم اختراع الخطر الكردي لتبرير أطماع أنقرة، للوصول نحو أدوار متكاملة مع واشنطن ضد الدولة السورية والشعب السوري، وذلك كله من أجل الحصول على نتائج تعوض فشل المخططات الهادفة لإسقاط الدولة السورية منذ بداية الحرب، والوعي الشعبي اليوم هو من سيفشل المخططات”.
يذكر أنه على مدار السنوات بعد عملية 11 أيلول، انتشرت وثائق تُفيد أن وكالة الأمن القومي الأميركية، اعترضت في 1999 اتصالات بين منفذي العملية، عدا عن مداهمتها لبعض الأماكن التابعة للمنفذين، وعثورها على جوازات سفر مزورة، ومخططات لعمليات تستهدف الولايات المتحدة، علاوة على تحذيرات تلقتها من أجهزة أمنية دولية، إلا أن الوكالة لم تشارك المعلومات مع أي جهة أميركية أُخرى وأخفت كل ما توصلت إليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...