بيدرسون في دمشق.. لإنقاذ مهمته كمبعوث أممي وإحياء مسار اللجنة الدستورية
داما بوست | الهام عبيد
فشل المبعوث الأممي إلى سورية “غير بيدرسون” على مدار العام الماضي، من تحقيق أي تقدّم يذكر. وزار دمشق أمس الأحد، كمحاولة لإعادة إحياء مسار “اللجنة الدستورية” مستفيداً من المبادرة العربية ولجنة الاتصال الخاصة بسورية، اللتين اعتمدتا مدينة “مسقط” مقراً لاجتماعات الجولة التاسعة، شرط عقدها قبل نهاية العام الحالي.
وتكللت زيارة “بيدرسون” إلى دمشق، باجتماعات عدة منها مع مسؤولي البعثات الدبلوماسية في سورية، وأخرى مع وزير الخارجية “فيصل المقداد” لخدمة هدفه المنشود في تحديد موعد منتظر للاجتماعات.
وشدد “المقداد” خلال اللقاء على ضرورة رفع العقوبات القسرية أحادية الجانب التي تنذر بسوء الوضعين الاقتصادي والإنساني، وخروج القوات غير الشرعية من البلاد، وهو ما يتطلب تعديلاً على مسار “أستانا” الذي شهد ولادة ما سمي بالتقارب السوري التركي، المحكوم بمراوغة التركي، وصلابة موقف السوري الذي اشترط انخراط العلاقات بخروج القوات التركية من الأراضي السورية.
ويفرض ذلك على “بيدرسون” أن يتوجه لعقد لقاءات مع مسؤولي الدول الضامنة لمسار “أستانا” وهي روسيا وإيران وتركيا، والاستعانة بهم على بذل المزيد من الجهود، لتحويل اجتماعات مسارات الحل السياسي، من ساحة استعراض إلى طاولة حوار جديّ، تغلق ملفات بعد التفاهم عليها لتفتح ملفات أخرى، تسهم في حل المزيد من القضايا المعقدة علّ أهمها قضية اللاجئين السوريين و”التعافي المبكر” للبلاد، وبذلك ينقذ “بيدرسون” مهمته كمبعوث أممي.
وفي هذا السياق يوضح المحلل السياسي “مصطفى رستم” لـ “داما بوست” أن ما يميز زيارة “بيدرسون” الأخيرة عن سابقاتها، أنها أعقبت سلسلة انفتاحات دبلوماسية وسياسية بين سورية ومحيطها العربي، مما قد يجعلها أقرب إلى خلق فرص حوارية جدّية تفضي إلى صياغة حلول منطقية تتناسب والواقع السياسي.
ولفت “رستم” إلى أن الحكومة السورية لن تذهب إلى طاولات واجتماعات بعيدة عن الواقع الحالي الذي تعيشه البلاد، ما يحتم وجود طروحات سياسية منطقية تدفع بالعملية السياسية قدماً إلى الأمام، مشيراً إلى أن دمشق دائماً ما كانت واضحة بتصريحاتها أمام “بيدرسون” وغيره من السياسيين وحتى أمام الرأي العام، بدعمها لأي حوار أو مفاوضات تحافظ على سلامة واستقرار سورية ووحدة أراضيها مع أي طرف كان.
وعن اختيار “مسقط” حاضنة للجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية، أكد المحلل السياسي أن ذلك دليل على استمرار التعاون البنّاء بين سورية والدول العربية، وجدية الأخيرة في انخراط الدور العربي لإيجاد حل سياسي للملفات السورية، سيما الدور الهام الذي لعبته العاصمة العمانية “مسقط” في تقريب وجهات النظر وتفعيل الانفتاح السوري العربي، وهو ما رحبت به دمشق بل وسعت إلى تفعيله وإعطاءه أهمية كبرى منذ بداية تطبيع العلاقات السورية العربية.
واعتبر “رستم” أن الدور الخليجي اليوم يدعم جهود “بيدرسون” في سورية، مؤكداً أنه الدور الأكثر قدرة على معالجة الملف السوري ككل، سيما المملكة العربية السعودية نظراً لتأثيرها المباشر على ما يسمى بـ “المعارضة السورية”.
وهنا تجدر الإشارة إلى التخبط الذي يعيشه ما يسمى بـ “الائتلاف المعارض” بعد تأجيل انتخاب رئيس جديد له خلفاً لـ “سالم المسلط” وسط خلافات داخلية في ظل تبعية أعضاء الائتلاف المتفاوتة لدول مختلفة، ما جعل التركي يبحث عن شخصية توافقية مع الأمريكي، وهو ما وجه الأنظار إلى المدعو “هادي البحرة” شرط الإسراع في تعيينه بحسب مصادر وسائل الإعلام التركية، تزامناً مع أهمية المرحلة الحالية التي قد تشهد عودة مسار “اللجنة الدستورية” بعد الجهود الحثيثة لـ “بيدرسون” متسلحاً بالمبادرة العربية.