انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين.. دورٌ إفريقي جديد على الساحة الدولية

داما بوست | منى دياب

شكل انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين الاقتصادية، حدثاً هاماً على المستوى العالمي، والذي جاء في خضم تطورات دولية متسارعة سياسية واقتصادية، تسعى في سياقها الدول للتهافت لتأمين نفسها والبقاء تحت مظلة التكتلات الدولية “العسكرية والسياسية والاقتصادية”.
وتعزز التطورات الأخيرة فكرة أن القارة الإفريقية تشهد مخاض ولادة جديدة لها، تستقطب فيه الدول الكبرى لتبادل المنافع الاقتصادية والثروات والمعادن الموجودة بهذه القارة، بدلاً من سنوات العجاف الاستعمارية الطويلة التي عانتها.
ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية “محمد عادل عثمان” في تصريح لـ “داما بوست” أن هذا القرار الذي اتخذته مجموعة العشرين بضم الاتحاد الإفريقي يعكس النظرة الإيجابية تجاه القارة، ويعزز تغير النظرة السياسية لدول الجنوب العالمي، حيث بات ينظر إليها على كونها شريكاً في التنمية وليست مناطق منتجة فقط للمواد الخام، بحسب رأيه.
ويؤكد “عثمان” أن أهمية القرار تتمثل بـ “مشاركة القارة في صناعة القرار العالمي، والذي يعد انتصاراً دبلوماسياً للقارة ويفتح المجال أمام دولها في التأثير السياسي ومناقشة القضايا الدولية، وجذب استثمارات جديدة بعيداً عن القوى الاستعمارية التقليدية، إضافة لمعالجة المشكلات التي تعاني منها القارة، بما في ذلك قضايا الامن الغذائي والعمل على الدفع نحو البنية التحتية الرقمية، وإصلاح المؤسسات المالية التنموية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتسهيل تحويل الأموال إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أجل حل المشكلات الملحة كالتغير المناخي وأزمات الديون، وغياب الاستقرار السياسي”.

المزايا السياسية لانضمام الاتحاد الإفريقي لـ G20:
يقول الباحث إنه “من المزايا السياسية لهذه الخطوة، هو تمتع الاتحاد الإفريقي بنفس درجة المشاركة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في المجموعة كعضو دائم، إضافة لكونها خطوة نحو التخلص من التبعية، في حال اعتمدت القارة على سياسات تخدم مصالحها وليس مصالح الدول الاستعمارية القديمة، ما ينعكس على القرار العالمي في النهاية خاصة في ظل أهمية الدول المكونة لمجموعة الـ (20) الاقتصادية وتأثيرها السياسي والاقتصادي، والمساعدة في تحقيق رؤية الاتحاد الأفريقي في أجندة “2063” حول جعل أفريقيا قارة ذات تأثير على الساحة الدولية”.

وستنقسم مساهمة الاتحاد الإفريقي إلى مساهمة اقتصادية وسياسية، ويرى الباحث “عثمان” أنه بإمكان القارة، أن تسهم على المستوى الاقتصادي كما أنها ستمثل إضافةً لاقتصادات المجموعة كون القارة الافريقية تمثل ثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم. أما على المستوى السياسي، يؤكد أن هذا الانضمام يساعد الدول الأعضاء في مجموعة العشرين على إقامة علاقات بينية مع دول القارة خاصة في ظل حالة الديناميكية السياسية التي تعيشها إفريقيا متمثلة في الانقلابات العسكرية والتوسع الروسي الذي يعارض السياسات الأوروبية والأمريكية، حسب قوله، مضيفاً.. “يمثل الاتحاد الإفريقي عبر أعضائه أكبر كتلة تصويتية في الأمم المتحدة مما يعني زيادة الثقل التصويتي لمجموعة العشرين تجاه القضايا التي تعرض في المحافل الدولية”.
التنافس حول موارد القارة:
وبحسب رأي الباحث، فإن الصين في مقدمة الدول التي لها مصلحة في انضمام الاتحاد الإفريقي للمجموعة، قائلاً.. “الصين تتبع سياسة تدعو إلى عدم التدخل في شؤون الدول، وسياستها تجاه أفريقيا تقوم على دعوة المؤسسات المالية المتعددة لدعم الاقتصادات الإفريقية، وهي واحدة من أكبر الدول المقرضة إلى القارة الافريقية وبالتالي فإن من مصلحتها تعزيز التنمية الاقتصادية في القارة حتى لا تقع الدول الإفريقية في فخ التعثر في السداد “.
ومن جهة أخرى، يرى الباحث أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على مصالحها في إفريقيا دون اتخاذ أي موقف متشدد قد يؤثر عليها وينصب في صالح روسيا والصين، مضيفاً أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن تسير نحو الاعتماد على الاستثمار والمصالح الاقتصادية دون الاهتمام الدبلوماسي أو الاصطفاف لطرف على حساب آخر.
وفي ذات السياق، يضيف الباحث.. “أما موقف الاتحاد الأوروبي فيسير في إتجاه محاولة كسب ود الاتحاد الإفريقي خوفاً من حالة الرفض الشعبي الإفريقي للتواجد الأوروبي في القارة والذي ينصب في نهاية الأمر لصالح روسيا والصين، لذلك فإن هناك رؤى متشابهة بين كل من الموقف الأمريكي والأوروبي”.
وفي إضاءة على الموقف الروسي، يفسر الباحث دعم روسيا انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين بأنه مرتبط برؤيتها الساعية نحو بسط النفوذ والسيطرة في أفريقيا، بما يتماشي مع الدبلوماسية الروسية التي تشهد نشاطاً ملحوظاً في القارة منذ عام 2019، بحسب رأيه.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...