بين الحب والخوف: لماذا يدمر إخفاء أخطاء الأبناء العلاقة الأسرية؟
إخفاء أخطاء الأبناء عن الأب: “شرخ تربوي” يهدد أمان الأسرة!
في العديد من البيوت، قد تكون الأم هي الملاذ الأول للطفل عند ارتكاب خطأ ما. فتلجأ إلى إخفاء الأمر عن الأب، بدافع الحماية أو الخوف من ردة فعله. ولكن هل هذا “الحماية المؤقتة” قد تخلق “شرخاً تربوياً” لا يلتئم؟ خبراء التربية يدقون ناقوس الخطر، مؤكدين أن هذا السلوك، إذا تكرر، قد يزعزع أركان الأسرة، ويؤثر على علاقة الأبناء بوالديهم، بل وعلى العلاقة الزوجية نفسها.
“الأب القاسي” و”الأم الحنونة”.. فخ العلاقات الأسرية
تؤكد الأخصائية النفسية والتربوية مرام المسلم أن إخفاء أخطاء الأبناء عن الأب ليس أمراً بسيطاً، بل له تداعيات خطيرة. فالأب، حين يكتشف أن قرارات تخص أبناءه تُتخذ من خلفه، قد يشعر بالتهميش، مما يجعله ينسحب من دوره التربوي. أما الطفل، فتتحول صورة والده في ذهنه من مصدر للأمان إلى مصدر تهديد، فيبدأ بالتهرب من التواصل الصادق، وتتآكل الرابطة العاطفية بينهما.
متى يكون الإخفاء مبرراً؟
الإخفاء ليس دائماً سيئاً، لكنه لا يُبرر إلا في حالات استثنائية للغاية، مثل وجود خطر جسدي أو نفسي مباشر على الطفل في حال معرفة الأب بالخطأ. ولكن حتى في هذه الحالات، يجب أن يكون الإخفاء مؤقتاً، وتحت مظلة خطة تربوية واضحة. أما الإخفاء المتكرر، فهو سلوك غير تربوي، خاصة إذا كان بدافع التهرب من المواجهة، أو افتقد خطة لتصحيح السلوك.
6 خطوات لبناء “تحالف تربوي” ناجح
لتجنب هذا الفخ، تقدم مرام المسلم منهجاً متزناً يقوم على الشراكة الحقيقية بين الوالدين، حتى لو اختلفت وجهات النظر. وإليك 6 خطوات لتحقيق ذلك:
بناء تحالف تربوي: يجب أن يتفق الوالدان على المبادئ التربوية الأساسية، بعيداً عن أعين الأطفال، وأن يظهرا دعماً مشتركاً أمامهم.
توزيع الأدوار بمرونة: لا تقع مسؤولية التربية كاملة على عاتق أحد الوالدين. يمكن لأحدهما أن يلعب دور الوسيط أو الطرف الهادئ، لكن دون إخفاء الحقيقة.
فتح حوار مباشر مع الطفل: فهم سبب الخطأ وكيفية تفكير الطفل أمر ضروري. يجب أن يُفهم الطفل أن الخطأ فرصة للتعلم، لا نهاية للعالم.
الاتفاق على خطة تصحيحية: يجب أن تكون هناك خطة واضحة لتصحيح السلوك، تتضمن عواقب طبيعية (لا انتقامية) ودعماً للطفل لتجنب تكرار الخطأ.
احترام الفروق الفردية: كل طفل حالة فريدة. يجب أن تُراعى هذه الفروق عند التعامل مع الأخطاء.
دعم مشترك من كلا الوالدين: يجب أن يشعر الطفل بأن والديه في صفه لمساعدته على أن يصبح أفضل، وليس ضده. هذا الدعم يبني ثقته بنفسه وبأسرته.
في النهاية، تؤكد مرام المسلم أن التربية الحقيقية تبدأ من الصراحة وتنضج عبر الشراكة، وتثمر حينما يُنظر للخطأ كخطوة نحو النضج، لا كوصمة عار.
اقرأ أيضاً: كلمة واحدة قد تغيّر نظرتكِ للأمومة: الحب
اقرأ أيضاً: “تربية بلا إنهاك عصبي”: سر الهدوء العائلي يبدأ بكلمة “شكراً”