عبد المنعم عمايري: الفن كان صوتي في زمن الصمت

في لقاء كشف الكثير من الأسرار عبر بودكاست “عندي سؤال”، لم يقدم الفنان السوري-الفلسطيني عبد المنعم عمايري مجرد شهادة شخصية، بل قدم رؤية عميقة لمسيرة فنان في منطقة مضطربة، حيث تتشابك الحياة الشخصية مع خياراته الفنية، مؤكداً أن الفن كان دائماً ملاذه وصوته الحقيقي.

وأكد  عمايري أن مسيرته الفنية بنيت على النزاهة، نافياً بشكل قاطع حصوله على أي امتيازات من السلطة السابقة، وموضحًا أنه لم يمتلك يوماً بيتاً أو سيارة بسبب علاقة خاصة، بل كان يتقاضى فقط مبالغ بسيطة مقابل أدواره الفنية.

وتأتي هذه الشهادة لتؤكد موقفه كفنان اختار أن يظل بعيداً عن كواليس السياسة والمصالح، مفضلاً التركيز على إبداعه.

وأشار عمايري إلى أن تعاملاته مع السلطة السابقة كانت محدودة للغاية، حيث التقى رئيس النظام السابق مرتين فقط قبل عام 2011 في مناسبات فنية، ولم يتلقَ أي دعوات شخصية بعد ذلك.

وصف عمايري نفسه بـ”الرمادي”، مؤكداً أنه لم يكن يوماً في صف المعارضة أو الموالاة. وعبر عن فلسفته هذه من خلال تشبيهه بوضعه كفلسطيني لاجئ يدخل بيتاً لا يتدخل في خلافات أهله، لكنه لا يمتنع عن إظهار التعاطف الإنساني مع المتضررين.

هذه الفلسفة، كما أوضح، هي التي دفعته لتوجيه مواقفه من خلال أعماله الفنية التي يرى أن رسالتها قد تكون أبلغ من التصريحات العلنية.

وفي سياق آخر، كشف عمايري عن تلقيه رسالة غير مباشرة بعدم التواصل لتجديد جواز سفره السوري في عام 2013، ما دفعه لاحقاً للحصول على جواز سفر من دومينيكا، معتبراً هذا الإجراء “أفضل مكسب معنوي” لأنه منحه حرية التنقل، وهو حق أساسي للفنان

و لم تكن مسيرة عمايري خالية من التحديات، فقد تعرض لعدة استدعاءات أمنية بسبب أعماله الفنية أو لقاءاته الشخصية.

وأشار إلى أبرز استدعاء جاء بعد لقائه بـجمال سليمان، وهو ما يعكس حساسية الموقف السياسي تجاه أي تواصل قد يُفسر بشكل خاطئ.

كما أكد عمايري صحة حادثة “الاعتداء” التي تعرض لها مؤخراً، والتي أثارت جدلاً واسعاً. لكنه أوضح أنه اختار عدم الحديث عنها في حينها لتجنّب “الترند”، مفضلاً أن يكون حضوره الإعلامي من خلال أعماله لا من خلال أزماته الشخصية، وهو ما يجسد قناعة الفنان بضرورة فصل مسيرته المهنية عن تفاصيل حياته الخاصة المؤلمة.

تظل أعمال عمايري مثل “غداً نلتقي” و”قيد مجهول” و”كسر عظم” شهادات فنية حية على الواقع الذي يعيشه، حيث استطاع من خلالها أن يترجم رسائله الإنسانية والاجتماعية بعمق، مؤكداً أن الفن الجاد يبقى أقوى وسيلة للتعبير في مواجهة التحديات.

 

إقرأ أيضاً: سوريا ولبنان بصدد إطلاق شراكة فنية لتعزيز حقوق الفنانين والسلام

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.