سيارات إسعاف للمتقاعدين.. حلول إسعافية لأزمة حكومية
كشفت مديرية صحة حلب عن توجيه منظومة الإسعاف للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث أمام مراكز البريد، حيث يتجمع المتقاعدون لاستلام رواتبهم. هذا الإجراء يأتي كاستجابة للأزمة الشهرية المتكررة لتسليم الرواتب، والتي تفرض على كبار السن انتظاراً لساعات طويلة، مما يعرضهم لمخاطر صحية.
في ظل موجة الحر الأخيرة، تفاقمت الأوضاع، وشهدت بعض المراكز حالات إغماء ووعكات صحية، رداً على ذلك، أرسلت مديرية الصحة سيارات إسعاف مجهزة وطواقم طبية لتقديم الإسعافات الأولية ونقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات.
هل الحلول المؤقتة كافية؟
هذا التحرك من مديرية الصحة، وإن كان ضرورياً ومقدراً، يثير تساؤلات حول مسؤولية الجهات الأخرى، لماذا يقتصر الاهتمام على الجانب الصحي فقط، في حين تتجاهل الجهات المسؤولة عن الرواتب والأمور المالية المشكلة الأساسية؟
إن توفير سيارات إسعاف هو حل مؤقت يعالج نتائج المشكلة لا أسبابها، الحل الفعلي يكمن في إيجاد طرق لتسليم الرواتب تنهي الحاجة لتجمعات كبيرة وطوابير طويلة.
على سبيل المثال، يمكن لمديريات التأمينات والمعاشات والمالية أن تتخذ قراراً بتحويل الرواتب عبر الأنظمة المصرفية الإلكترونية مثل “شام كاش”، على غرار ما فعلته بعض المؤسسات الحكومية الأخرى لتخفيف العبء عن موظفيها.
هذه الخطوة لا تخدم المتقاعدين فقط، بل تقلل أيضاً من الازدحام وتوفر عليهم الوقت والجهد، والأهم من ذلك، تحميهم من المخاطر الصحية التي قد يتعرضون لها نتيجة الانتظار لساعات تحت أشعة الشمس.
إن هذا الوضع يطرح سؤالاً جوهرياً: هل يجب أن يصل المتقاعد إلى حالة الإغماء لكي يحظى باهتمام حقيقي؟ أم أن من واجب الجهات المعنية اتخاذ قرارات حقيقية تستهدف حل المشكلة من جذورها وتضمن كرامة وسلامة كبار السن؟
اقرأ أيضاً:زيادة الرواتب بنسبة 200% في سوريا تُشعل الأسعار وتثير جدلاً حول آثارها المعيشية
اقرأ أيضاً:“سحب الرواتب بالتقسيط”.. أزمة جديدة تعمّق معاناة السوريين وسط غياب الشفافية