المبعوث الأميركي إلى سوريا: لا تقدم في محادثات دمج “قسد”

أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشيتد برس”، أن بلاده تراقب عن كثب تطورات الملف السوري، مشيراً إلى أن المحادثات الجارية بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم تشهد بعد تقدماً ملموساً. كما عبّر عن ثقة بلاده بالحكومة السورية الجديدة وجيشها، في ما اعتُبر مؤشراً على انفتاح دبلوماسي أمريكي تجاه دمشق.

وشدد المبعوث على أهمية دور “قسد” في محاربة تنظيم “داعش”، داعياً إلى ضمان مستقبل سياسي وأمني واضح لهذه القوات في المرحلة المقبلة. وأضاف: “نسعى لضمان حصول قوات سوريا الديمقراطية على فرصة عادلة للاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية”، في إطار جهود أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف وتهدئة التوتر في شمال وشرق البلاد.

وفي ما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أوضح أن واشنطن لا تتعجل سحب قواتها، مشيراً إلى أن الأولوية حالياً تتركز على تثبيت الاستقرار ومنع عودة التهديدات الإرهابية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقة بين دمشق و”قسد” جولات من التفاوض منذ توقيع اتفاق آذار، الذي تم بوساطة دولية ويهدف إلى إعادة دمج مؤسسات الدولة السورية في شمال شرق البلاد وتوحيد البنية العسكرية تحت مظلة الجيش الوطني.

غير أن مصادر إعلامية سورية أفادت بوجود خلافات مستمرة بين الجانبين، إذ رفضت الحكومة السورية خلال اجتماع رسمي في دمشق عدداً من المقترحات التي قدمها وفد “قسد”، مؤكدة تمسّكها الكامل بتطبيق اتفاق آذار دون تأخير أو تعديل.

وبحسب تلك المصادر، فإن وفد “قسد” طالب بالاحتفاظ بهيكلية عسكرية وإدارية مستقلة تحت اسم “قوات سوريا الديمقراطية” ضمن الجيش السوري، وهو ما رفضته الحكومة، معتبرة أن لا مكان لأي تشكيل عسكري خارج مؤسسة الجيش. كما طالبت الإدارة الذاتية بتوسيع صلاحياتها في شمال شرق سوريا ضمن نظام حكم لا مركزي، وهو ما رفضته دمشق بحجة الحفاظ على السيادة ووحدة الدولة.

وخلال الاجتماع، دعت الحكومة السورية إلى الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق، محذّرة من أن محاولات المماطلة أو الالتفاف على البنود قد تقود إلى “تداعيات خطيرة”.

من جهته، حثّ المبعوث الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، حيث التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا  أحمد الشرع، على المضي في مسار التسوية، مؤكداً أن “لا خيار أمام قسد سوى الانخراط ضمن الدولة السورية”، مشيداً في الوقت ذاته بما وصفه بـ”النهج الإيجابي” الذي تبنته الحكومة الجديدة.

ورغم المؤشرات الإيجابية التي رافقت توقيع اتفاق آذار، إلا أن الاجتماع الأخير أظهر استمرار الفجوة بين الطرفين، لا سيما في ما يتعلق بصيغة دمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة، وسط تأكيد أمريكي على رفض أي مشاريع انفصالية أو ترتيبات عسكرية موازية في سوريا.

إقرأ ايضاً: لقاء دمشق الثاني: هل فُتحت الطرق أمام “قسد” أم زُرعت بالأشواك؟
حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.