داما بوست | جعفر مشهدية
استقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة دير الزور وريفها خلال الأيام الأخيرة، بحسب معلومات متداولة عبر وسائل الإعلام.
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن الجيش يعزز مواقعه في الجبهات المقابلة للمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” الموالية للاحتلال الأمريكي، خصوصاً في بادية الميادين وريف دير الزور، والبوكمال والقرى الاستراتيجية، التي يسوق الاحتلال معلومات حول نيته السيطرة عليها.
وفي سياق متصل، تناقلت وسائل الإعلام، الثلاثاء، أنباء عن استهداف الطيران الحربي الروسي، لمواقع عدة تابعة للجماعات الإرهابية، بالقرب من قاعدة التنف، عند المنطقة 55، على الحدود السورية الأردنية.
وأوضح الباحث السياسي كمال الجفا لـ “داما بوست” أن “هناك عمليات تصعيد متبادلة بين الجيش السوري وحلفائه، مع أميركا وحلفائها، وهذا يتعلق بحملة التهديدات الأميركية الأخيرة، وتدريب واشنطن لفصائل المعارضة، رغبةً منها في إيجاد قواسم مشتركة بين التنف، وقوات الصناديد، وقسد”.
ويرى “الجفا” أن “كل هذا التصعيد الأميركي، لتطبيق مخطط قديم جديد، فشل عشرات المرات، وهو السيطرة على الحدود السورية العراقية، وقطع الحدود السورية الأردنية، والسيطرة على الجنوب، وهذا ليس سرياً، فخلال الحرب مع داعش وأميركا في 2018، حاول الأميركي ترسيخ هذه المخططات، لكن الجيش السوري أفشلها”.
ويضيف.. “اليوم يعاد تفعيل هذه المخططات، وعليه تم تدعيم خطوط النار على الجبهات، من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه، بالتزامن مع تصاعد التوتر الجوي بين واشنطن وموسكو، بخصوص تقييد حرية العمل العسكري للطيران الأميركي في سورية، وكل ذلك ربما يؤدي لاحتكاك مباشر”.
وختم “الجفا” بالتأكيد على أن ما يجري في الشرق السوري ليس بمعزل عن ارتفاع حدة الصراع العسكري في أوكرانيا من جهة، ومحاولة أميركا لضرب الاتصالات السورية التركية من جهة أُخرى، عبر استغلال الجمود الأخير الذي أصاب ملف المصالحة، لتصعيد التوتر بين أنقرة ودمشق”.
وجاءت التعزيزات العسكرية للجيش العربي السوري، تزامناً مع حشد أميركي قرب مناطق التماس شرق الفرات، حيث أُعلن منذ أسابيع عن استنفار لأميركا والميليشيات التابعة لها، واستقدام عدد كبير من الآليات والمدرعات، وذلك ضمن مخطط واشنطن بإحداث فصيل عسكري جديد في المنطقة، يضم بعض العشائر العربية، وعناصر من “داعش” لمقاتلة الجيش العربي السوري وحلفائه.
وأجرت قوات الاحتلال الأميركي قبل أيام، مناورات عسكرية مع ما يسمى “جيش سوريا الحرة”، وبحسب المركز الروسي للمصالحة، قام طيران التحالف بخرق اتفاق “السلامة الجوية” فوق منطقة المناورات الروسية السورية.