داما بوست – خاص| تناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للطفلة “آية محمد حمام”، البالغة من العمر 14 عاماً، بعد اختطافها من قبل فصيل “الشبيبة الثورية”، التابعة لـ “قسد” بهدف تجنيدها في صفوف الوحدات الكردية، كما تناقلت مواقع إخبارية صوراً لتجمع عدداً من الأهالي أمام أحد المقار العسكرية التابعة لـ “قسد” في مدينة الحسكة، للمطالبة بإطلاق سراح الأطفال وإنهاء تجنيدهم دون أي رد فعل من قبل القيادات الكردية.
وبينت مصادر أهلية لـ “داما بوست“، أن ظاهرة اختطاف الأطفال بهدف تجنيدهم بشكل قسري مستمرة منذ سنوات، وعلى الرغم من اعتراض الأهالي إلا أن المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة “قسد”، لا تحرك ساكناً على الرغم من تسجيل عدداً من الوقفات الاحتجاجية أمام مقار هذه المنظمات بما في ذلك الـ”يونسيف”، في مناسبات متعددة. وشهد الشهرين الماضيين تداول صوراً لأطفال من الجنسين خطفوا من مناطق متفرقة في حلب والحسكة والرقة بهدف تجنيدهم، وعلى الرغم من مزاعم “قسد”، بأن “الشبيبة الثورية” ليست من الكيانات العسكرية التابعة لها، إلا أن نقل الأطفال يتم نحو معسكرات تابعة لـ “قسد” في مدينة “المالكية”، ومنطقة “جبل عبد العزيز”، بريف الحسكة، وفقاً لما تؤكده المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، من مصادر كردية.
تقول مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن تجنيد الأطفال من الجنسين، يتم من خلال استدراجهم من قبل عناصر “الشبيبة الثورية”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بشكل مباشر، من ثم يتم نقلهم بشكل إلى معسكرات التدريب حيث يمنع عليهم التواصل مع ذويهم طيلة فترة التدريب، والتي تحتوي على نوعين من الدورات التدريبية، الأول عقائدي، يتم من خلاله تلقين الأطفال أفكار منظمة “حزب العمال الكردستاني”، الإرهابية، والثاني على المستوى القتالي لتمكينهم من استخدام الأسلحة المتنوعة قبل نقلهم إلى مراكز الخدمة.
تشرح المصادر أن إغواء القاصرين من خلال العلاقات العاطفية، أو من خلال الرواتب المالية العالية بالنسبة لسنهم، تكون أولى مراحل التجنيد القسري، مشيرة إلى وجود معلومات عن تعمد دفع القاصرين لإدام المواد المخدرة من العقاقير الدوائية وسواها خلال فترات التدريب لضمان بقائهم ضمن المهام القتالية الموكلة إليهم، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 600 شخص دون سن الثامنة عشرة في معسكرات التدريب الخاصة بـ “قسد”، منهم أكثر من 350 أنثى. نفي علاقتها بـ “الشبيبة الثورية”، يتعاكس وممارسات “قسد” فيما يخص تجنيد الأطفال في أكثر من مناسبة، فمنذ أن وقع “مظلوم عبدي”، في تشرين الأول من العام 2020 اتفاقا مع الأمم المتحدة في جنيف ينص على حماية الأطفال ومنع تجنيدهم، اعترفت “قسد”، أكثر من مرة وعبر ما تسميه بـ “مكتب حماية الطفل”، بتلقي شكاوي من أهالي أطفال تم تجنيدهم بشكل قسري، وفي بيانات رسمية قال المكتب نفسه أنه أعاد جزء من الأطفال، فمثلاً تشير بيانات المكتب ذاته أنه خلال العام 2021 تلقى 106 شكاوي من قبل ذوي قاصرين مجندين في صفوف “قسد”، ولفت إلى أنه أعاد 36 منهم، الأمر الذي يشير إلى أن “قسد” نفسها تعترف بوجود الأطفال في صفوفها.
وتلفت المصادر إلى أن التعداد العام للقاصرين في صفوف “قسد” يزيد عن 2000 شخص، الجزء الأكبر منهم تم تجنيده بشكل طوعي وبمعرفة ذويه في مناطق الريف الشمالي من محافظة الحسكة، وغالبية هؤلاء التحقوا بصفوف “قسد” بعد تركهم للتعليم، قبل إتمام المرحلة الإعدادية أو الثانوية، وغالباً ما تكون الرواتب التي تمنحها “قسد” لمقاتليها والتي أصبحت تتجاوز الـ مليون ليرة سورية في أقل الأحول هي الدافع للالتحاق من قبل المراهقين في صفوفها.
يذكر أن تعداداً كبيراً من المنظمات الأممية والمنظمات العابرة للحدود بصورة غير شرعية يتواجد في مناطق سيطرة “قسد”، وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها شبكة “داما بوست” من مصادر كردية مطلعة، أنه حتى الأمم المتحدة لم تدقق في تطبيق الاتفاق الذي وقعته مع “قسد” منذ أربع سنوات بخصوص “حماية الأطفال”، ولا يوجد أي جهة سبق لها أن طالبت “قسد” بشكل رسمي بتطبيق هذا الاتفاق أو الكف عن تجنيد الأطفال.