حراك أمريكي مكثف في سوريا.. المقاومة ترفع السقف
داما بوست – خاص
خلال اليومين الماضيين نقلت قوات الاحتلال الأمريكي معدات عسكرية ضمن قافلتين إلى قاعدتي الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وحقل العمر بريف دير الزور الشرقي، وتقول المعلومات التي توفرها المصادر المحلية أن 90 شاحنة سجل دخولها من معبر “المحمودي”، غير الشرعي الذي يقع بريف الحسكة الشرقي، (شمال معبر اليعربية)، وتستخدمه قوات الاحتلال الأمريكي في تحركاتها العسكرية بعيداً عن المعبر الرسمي الذي تسيطر الحكومة الاتحادية في بغداد على الجزء العراقي منه.
وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع “داما بوست”، من مصادر كردية فضلت عدم الكشف عن هويتها أن الأمريكيين يمتلكون مخاوف كبيرة مع ازدياد العمليات التي تنفذها المقاومة العراقية، ولذا يتم اتخاذ خطوات احترازية من خلال تحصين المواقع التي تنتشر فيها القوات الأمريكية خاصة في المناطق التي يمكن أن تنشط فيها المقاومة بريّا مثل ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشرقي.
دوريات الاحتلال الأمريكية خلال اليومين الماضيين عادت أيضاً للتجوال في المحيط الشرقي لمدينة الشدادي، وفي محيط حقل العمر، كما سجل اليوم تحرك دورية لقوات الاحتلال في ريف مدينة القامشلي مع تجنب الاقتراب من القرى التي تسيطر عليها الدولة السورية جنوب المدينة ذاتها، وتؤكد المصادر أن “الاحتلال الأمريكي”، نقل المزيد من تجهيزات الدفاع الجوي إلى القواعد التي يتم استهدافها، كما عززت قسد نقاطها المنتشرة في محيط هذه القواعد في عملية تطويق أمني للقواعد بما يمنع اقتراب أي مجموعة من الحقل، حيث شكلت عملية تصفية أحد قيادات “قسد”، قبل ثلاثة أسابيع باستهداف العربة المصفحة التي يستقلها حال خروجها من “حقل العمر”، علامة فارقة بالنسبة للأمريكيين و”قسد”، فاحتمال الوصول إلى القواعد الأمريكية من قبل خلايا المقاومة أو حتى مقاتلي العشائر بات مرتفعا.
في ذات الإطار تكشف مصادر من “مخيم الركبان”، عن حركة نشطة لقوات الاحتلال الأمريكية في منطقة “التنف”، الواقعة على الحدود مع العراق والتي تحتوي على قاعدة غير شرعية لقوات الاحتلال من أبرز مهامها الحفاظ على طريق “دمشق – بغداد”، مقطوعا لأطول فترة ممكنة، وبحسب المصادر فإن الحراك الأمريكي تمثل بنقل معدات وتجهيزات عسكرية من الداخل الأردني إلى القاعدة، إضافة إلى تكثيف الدوريات البرّية من قبل فصيل “جيش سوريا الحرة”، الموالي لقوات الاحتلال في الجزء السوري من المنطقة، فيما تحلق طائرات الاستطلاع المسيّرة بشكل مستمر في محيط المنطقة من الجهتين السورية والعراقية، وطلب من الفصيل المذكور أن يعزز نقاطه القريبة من أطراف منطقة خفض التصعيد التي تعرف باسم “منطقة الـ 55 كم”، وهي المنطقة التي تحيط بالقاعدة الأمريكية داخل الأراضي السورية.
المصادر ذاتها والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها، تؤكد وجود حراك مستمر في القاعدة الأمريكية الواقعة شرق مخيم الركبان بحوالي 3 كم، وضمن الأراضي الأردنية، وهي القاعدة التي كانت واشنطن قد اعترفت بمقتل عدد من عناصرها بعملية للمقاومة العراقية قبل أسبوعين من الآن وتعرف باسم “قاعدة الركبان”، ويتمثل الحراك بوصول سيارات مصفحة وشاحنات بشكل مستمر من الداخل الأردني يُعتقد إنها قادمة من قاعدة “الأزرق”، الجوية الأردنية التي تشهد تواجد قوات متعددة الجنسيات (بريطانية – ألمانية – أمريكية)، في حين لوحظ خروج السيارات التي ترفع العلم البريطاني من قاعدة التنف باتجاه الأراضي الأردنية قبل أسبوعين دون تسجيل عودة أي منها، ما يشير إلى أن القوات التي كانت تنتشر إلى جانب نظيرتها الأمريكية أخلت تواجدها بعد أن كانت قد أبدت اهتماماً بالغاً بتسليح وتدريب “جيش سورية الحرة”، وعقد ضباط منها اجتماعات متتالية مع قائد هذا الفصيل المدعو “فريد القاسم”، قبل أشهر من الآن، ما يؤكد تبدل استراتيجية بريطانيا في الداخل السوري بفعل عمليات المقاومة العراقية، وتفضيل قادتها سحب عناصرهم على قلتهم خشية من تسجيل خسائر بشرية قد تفضي إلى إحراج موقف الحكومة البريطانية أمام معارضيها في لندن، بواقع ألا فائدة مرجوة من الوجود البريطاني في سوريا إلا محاباة واشنطن.
الحراك الأمريكي الذي نتج عن عمليات المقاومة العراقية، يؤكد حجم الأثر السياسي والعسكري الذي تتركه هذه العمليات، ما يعني أن واشنطن باتت ملزمة بالمزيد من الإجراءات الأمنية خشية من حجم الخسائر المرشح للزيادة، ومع البيان الأخيرة للمقاومة العراقية الذي يؤكد استمرار العمليات ضد الاحتلال الأمريكي، من المرجح أن تشهد الأيام القادمة المزيد من الضربات النوعية للقواعد الأمريكية، والأمر لم يعد مروهوناً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، فما يفهم من البيان بأن المسألة باتت مرهونة بخروج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق وسوريا بشكل نهائي، الأمر الذي يشغل الحكومة في بغداد أيضا، بما قد يعجل أيضاً من حلحلة الملفات السياسية والميدانية في سوريا.