ألسنة الاتهامات الصهيونية تطال المفوض العام لـ “الأونروا”.. فهل يستقيل؟
داما بوست – متابعة
عقب انتشار مزاعم “إسرائيلية” عن اكتشاف نفق لحركة “حماس” تحت مقر الوكالة الرئيس الذي تم إخلاؤه في غزة، طالب وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس باستقالة فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
أما لازاريني فقد أكد أن الوكالة لم تستعمل مجمعها في مدينة غزة منذ الـ12 من أكتوبر، داعياً إلى إجراء تحقيق مستقل في الادعاء الإسرائيلي بشأن النفق.
ويتعرض لازاريني لضغوط منذ أن اتهم الكيان المحتل بعض موظفي “الأونروا” بالضلوع في هجوم “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ونفت “حماس” سابقاً ادعاءات الاحتلال، حول حفرها شبكة واسعة من الأنفاق تحت المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية للتغطية على أنشطتها.
نفق التورط!
وزعم الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) بأن العمليات في مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة أدت إلى اكتشاف “فتحة نفق” قرب مدرسة تديرها الوكالة الأممية، وأن تلك الفتحة قادت إلى نفق استخدمه جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لـ”حماس” بصفة منشأة مهمة، علماً أن مساره يمر تحت المبنى المستخدم كمقر رئيس لوكالة “الأونروا” في القطاع”.
وجاء في بيانهما المشترك: “تم العثور على بنية تحتية للكهرباء في النفق الممتد على طول 700 متر وعمق 18 متراً، وهي “مرتبطة بمبنى المقر الرئيس لوكالة (الأونروا)، مما يدل على أنه تم إمداد النفق بالكهرباء عبر منشآتها”، حسب ادعائهم
كما ادعى البيان بأن قوات الاحتلال وجدت عند مداهمتها المقر الرئيس لوكالة (الأونروا) الذي يضم مكاتب عدة لوكالات إغاثة ومنظمات دولية، وسائل قتالية وأخرى استخباراتية ووثائق تدل على استخدام منظمة حماس لهذه المكاتب.
وزعم يسرائيل كاتس أن العثور على النفق يظهر “التورط العميق” لـ”الأونروا” مع حماس.
الأمم المتحدة تنفي ادعاءات الاحتلال
أكد فيليب لازاريني عبر منصة “إكس” أن موظفي الوكالة أجبروا على مغادرة مجمعها في مدينة غزة بناءً على تعليمات من القوات “الإسرائيلية” مع اشتداد القصف في المنطقة، ولم يعودوا.
وأضاف، “لم نستخدم هذا المجمع منذ تركناه، ولا علم لنا بأي نشاط قد يكون حدث هناك”، موضحاً أن المرة الأخيرة التي فحصت فيها الوكالة المجمع كانت في سبتمبر (أيلول) 2023.
أشار لازاريني إلى أن أي نشاط مشبوه يتم رصده قرب أو تحت أي مبانٍ تابعة لـ”الأونروا” يتم الإبلاغ عنه إلى السلطات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه “حماس”، وكذلك يتم إبلاغ “الإسرائيليين” به، كما يتم الإعلان عنه للرأي العام.
ولم يمانع المسؤول الأممي من التحقق بادعاءات الكيان المحتل، إلا أن ذلك لايمكن إجراؤه حالياً لأن غزة منطقة حرب نشطة، مؤكداً أن “إسرائيل” لم تبلغ (الأونروا) رسمياً بشأن النفق المزعوم.
التحقيق هو الحل
أجرت الأمم المتحدة تحقيقين منفصلين بشأن “الأونروا”، الأول حول مزاعم الاحتلال بمشاركة عدد من موظفيها في هجمات 7 من أكتوبر، والآخر في مراجعة حيادها السياسي العام.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوكالة بأنها “العمود الفقري” للنشاط الإغاثي في غزة.
الأمر الذي أكده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي قال: “إن المنظمة أدت دوراً لا غنى عنه على الإطلاق في محاولة التأكد من أن الرجال والنساء والأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في غزة يحصلون عليها بالفعل”.