الغلاء يغيب اللحوم الحمراء عن الموائد السورية
داما بوست ـ جعفر الحافي
أسعار اللحوم في الأسواق السورية على مدى سنوات الحرب العشر الأخيرة زادت عشرات الأضعاف حتى أصبحت من الكماليات والرفاهية بالنسبة للمواطن السوري وبات يشتريها بالغرامات وكل شهر أو شهرين مرة، وغابت عن موائدهم بشكل كامل.
شبكة داما بوست الإعلامية جالت في أسواق لحوم الزبلطاني وباب سريجة واستطلعت آراء المواطنين واللحامين ووقفت على أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، حيث أكد جل المواطنين واللحامين أن أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار يعود لارتفاع أسعار الأعلاف وأجور النقل، والتي يعود سببها إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأولية اللازمة للتصنيع بفعل سرقة الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهم الإرهابية والانفصالية لنفط وقمح البلاد في الشرق والشمال والعقوبات القسرية.
رئيس لجنة تسيير أعمال سوق اللحوم في الزبلطاني “محمد حمدان”، قال في تصريح لمراسل داما بوست إن أسعار لحم الغنم يتراوح بين 130 حتى 160 ألف ليرة سورية حسب نوع اللحمة ونسبة الدهن الموجود فيها، أما سعر لحم العجل فمتوسطه 120 ألف، لافتاً إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم يعود لعدة أسباب أهمها ارتفاع أسعار النقل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات الذي طرأ بعد احتلال أمريكا وأدواتها الانفصالية لمنابع النفط في الجزيرة السورية، أما السبب الثاني حسب رأي حمدان، يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب العقوبات الاقتصادية الامريكية على دمشق بالتزامن مع تعمد الاحتلال التركي إفراغ السوق السورية من المواشي وتصديرها إلى أسواق أخرى .
من جانبه قال أبو أحمد أنه بات يشتهي اللحمة ولم يذق طعمها منذ سنوات، متحسراً على عدم قدرته على شراءه حتى وقية لحمة بسبب سعرها المرتفع كثيراً، بينما كان قبل الأزمة يشوي 3 كيلو لحمة عجل وغنم لأولاده في أيام العطلة، متمنياً خروج الاحتلالين الأمريكي والتركي من البلاد كي يعود الوضع كما كان عليه قبل الحرب.
وعند سؤالنا لأم عمر عن آخر مرة اشترت فيها لحمة قالت أنها منذ حوالي أسبوعين اشترت نصف كيلو لحمة، مشيرةً إلى أنها تشتري حصراً من السورية للتجارة لأنها أرخص من السوق بحوالي 40 ألف ليرة سورية، حيث أن كيلو لحم الغنم في السورية للتجارة وفق ما أشارت اليه يبلغ 90 ألف ليرة ، في حين يتراوح سعره في سوق الزبلطاني، بين 130 و 160 ألف ليرة.
أبو صبحي أحد لحامي سوق باب سريجة عبر لداما بوست عن استياءه للجمود الكبير الذي يطرأ على سوق بيع اللحوم، مشيراً إلى أنه لا يبيع سوى 4 إلى 5 كيلو في أحسن الأيام، والسبب وراء هذا الجمود حسب رأيه يعود إلى عدم قدرة المواطن السوري على شراء هذه المادة بسبب الارتفاع الكبير في سعرها، وتدني القيمة الشرائية للعملة السورية بسبب العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على البلاد.
وأكد أبو صبحي أن هذا الارتفاع يعود أيضاً لسرقة الاحتلال الأمريكي والتركي للثروة الحيوانية والنفطية والزراعية وما تبع ذلك من ارتفاع أسعار المحروقات والنقل وتكاليف صناعة الأعلاف.
أم أنس وهي أم لأربعة أطفال والتي كانت تشتري أوقية لحمة من أحد المحلات قالت أنها منذ شهور لم تشتري لحمة حمراء لارتفاع سعرها، وتمكنت اليوم من شراء أوقية لأنها أخذت دورها في الجمعية، مؤكدةً أنها تحت ضغط الأولاد خاطرت بشراء هذه الكمية من اللحمة، متمنيةً عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب حين كانت اللحمة أحد المواد الأساسية التي لا يخلو بيتها منها، وأنهت قائلةً ” الله يفرج وينتقم من يلي احتل بلدنا ولقمة عيشنا”.
بين مطرقة الاحتلال الأمريكي الناهب لثروات البلاد وسندان الاحتلال التركي السارق لمائها ومواردها، يقف المواطن السوري على أعتاب محال بيع اللحوم متحسراً على أيام كانت موائده لا تخلو منها.