هل يستمر زخم أسهم الذكاء الاصطناعي في 2026؟ اختبار الواقع يقابل طموح التريليونات

شهدت الأسواق العالمية خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة مدفوعة بأسهم الذكاء الاصطناعي، محولةً التكنولوجيا من مجرد فكرة مبتكرة إلى محرك رئيسي للاقتصاد العالمي. ومع اقتراب العام 2026، يقف هذا القطاع الاستثنائي عند مفترق طرق حاسم: فهل تستمر موجة التفاؤل والزخم القوي، أم تبدأ مرحلة التقييم الحقيقي التي قد تكشف عن “فقاعة” في بعض الأسهم؟

مؤشرات التفاؤل: لا تباطؤ في الثورة

تُشير التوقعات إلى أن “ثورة الذكاء الاصطناعي” لا تُظهر أي علامات على التباطؤ، بل على العكس، يتصاعد الإنفاق بوتيرة هائلة.

تراهن الشركات الكبرى بقوة، حيث يُقارن هذا الحماس بـ “فجر الإنترنت” نفسه. ووفقًا لتقديرات Fidelity، فإن إنفاق شركات “Hyperscalers” (مثل أمازون AWS، ومايكروسوفت Azure، وغوغل كلاود، وميتا) على الأدوات والمعدات اللازمة لتطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي سيتجاوز 300 مليار دولار في عام 2025، وقد يتخطى نصف تريليون دولار في السنوات القليلة المقبلة. هذا الإنفاق الضخم يُغذي عمالقة تصنيع الرقائق ومزودي الخدمات السحابية، مما يخلق فرصاً واعدة في قطاعات الطاقة والتبريد والكابلات.

هذا الزخم مدعوم بثلاث ركائز أساسية لاستمرار نمو السوق في 2026:

الاستثمار الرأسمالي طويل الأجل:

تعتبره الشركات بنية تحتية اقتصادية لا مجرد موجة عابرة. التحول للتوظيف الفعلي:

الانتقال من التجارب إلى التطبيق العملي في أدوات الإنتاجية، والهواتف، والسيارات، والبرمجيات الطبية. اتساع قاعدة المستفيدين: ليشمل قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات اللوجستية والتعليم.

عام 2026: مرحلة النضج واختبار الأرباح

بينما يعترف الخبراء بأن عام 2025 كان “استثنائياً” لأسهم الذكاء الاصطناعي، إلا أنهم يرون أن العام 2026 سيُمثل مرحلة انتقالية تتسم بقدر أكبر من الواقعية والنضج. لم يعد الرهان مجرد قصة تكنولوجية جذابة، بل أصبح اختباراً حقيقياً للأرباح والتدفقات النقدية.

يُتوقع أن يشهد السوق انتقائية بامتياز. الأسواق ستبدأ في التفرقة بشكل صارم بين الشركات التي تمتلك مقومات مالية قوية ومنتجات تدر عوائد مستدامة، وتلك التي تعتمد فقط على الضجيج الإعلامي. وهذا التوجه يتماشى مع تفضيل بنك جي بي مورغان لأسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة والمرتبطة بالذكاء الاصطناعي كأفضل استثمار في السوق الأميركية لعام 2026.

المخاوف الممتدة: شبح “فقاعة الدوت كوم”

الجانب المقلق يكمن في التضخم الهائل للتقييمات السعرية، ما يثير المخاوف من سيناريو شبيه بـ “فقاعة الدوت كوم” في نهاية التسعينيات. بعض الشركات فشلت بالفعل في تحويل تجارب الذكاء الاصطناعي إلى منتجات ناجحة تجارياً، وارتفعت تقييمات أسهم محدودة بوتيرة أسرع من قدرتها على تحقيق أرباح فعلية.

يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي ليس فقاعة في جوهره، لكنه قد يتحول إلى فقاعة في بعض أسهمه. هذا يجعل أسهم النمو عرضة لتصحيحات فجائية في حال خابت التوقعات.

الخلاصة: عام الأسئلة الصعبة

سيبقى الذكاء الاصطناعي مغيراً لقواعد اللعبة ومحركاً للنمو في 2026، مدعوماً بإنفاق رأسمالي غير مسبوق. لكن الزخم قد لا يستمر بنفس القوة العشوائية، بل سيتحول إلى زخم انتقائي يُكافئ الشركات التي تستطيع تحويل التقدم التكنولوجي إلى نماذج أعمال واضحة وعوائد مستدامة.

العام 2026 هو عام الأسئلة الصعبة: من يربح فعلاً؟ ومن يملك القدرة الحقيقية على البقاء والمنافسة؟ وستكون الإجابة رهناً بالأساسيات المالية للشركات، لا بالآمال وحدها.

إقرأ أيضاً : حِرَفُ اليد تنجو من قبضة الذكاء الاصطناعي: شباب بريطانيا يتخلون عن المكاتب لمواجهة شبح الأتمتة

إقرأ أيضاً : اليابان تراهن على المستقبل: 1.6 مليار دولار لسباق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.