جدل واسع بعد تصريحات مستشار الشرع حول الاحتفالات بذكرى سقوط نظام الأسد
أثارت تصريحات مستشار الرئيس السوري الانتقالي للشؤون الإعلامية، أحمد موفق زيدان، موجة جدل واسعة في الأوساط السورية، بعدما اعتبر أن المشاركة الشعبية الكبيرة في احتفالات الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد تمثّل “استفتاءً سورياً ودمشقياً“ على الثقة بالعهد السياسي الجديد، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
زيدان: الاحتفالات تأكيد للثقة بالعهد الجديد:
وقال زيدان في منشور على منصة X إن الحشود التي خرجت للاحتفال تعكس “التفاف السوريين حول مرحلة البناء والتنمية“، مشيراً إلى نتائج استطلاع نشرته مجلة “فورين أفايرز” الأميركية، والتي قال إنها تظهر دعم 90% من السوريين للرئيس الشرع.
بالأمس كان استفتاءًا سورياً ودمشقياً بالتحديد على ثقة السوريين والتفافهم حول العهد الجديد، يأتي في ظل المسح الذي نشرته الفورين أفيرز عن دعم 90% من الشعب للسيد الرئيس… عهد بناء وتنمية يليق بعاصمة الأمة #لنكمل_الحكاية. pic.twitter.com/I9IzSsFk70
— د ـ أحمد موفق زيدان (@Ahmadmuaffaq) December 9, 2025
تفاصيل استطلاع “Foreign Affairs”
الاستطلاع الذي نشرته المجلة في 5 كانون الأول الجاري شمل 1229 مشاركاً تم اختيارهم عشوائياً، وخلص إلى نتائج متعددة أبرزها:
81% يثقون بالرئيس الانتقالي أحمد الشرع
71% يثقون بالحكومة الجديدة
62% يثقون بالنظام القضائي
71% يثقون بالجيش
لكن على الجانب الاقتصادي:
17% فقط راضون عن الأداء الاقتصادي
86% أكدوا أن دخل أسرهم لا يغطي نفقاتهم
77% غير راضين عن جهود توفير فرص العمل
قلق واسع من التراجع الأمني وانتشار السلاح
تظاهرات فرح بسقوط النظام:
وشارك ملايين السوريين في مختلف المحافظات في احتفالات الذكرى الأولى لإسقاط النظام، تعبّر عن التخلّص من عقود من الاستبداد، وفق وصف ناشطين. ورفع المحتفلون صور شهدائهم والأعلام السورية، وسط أجواء اعتبرت تاريخية وغير مسبوقة.
انتقادات لاذعة لتصريحات زيدان:
تصريحات مستشار الرئيس أثارت ردود فعل غاضبة، واعتبرها عدد من الإعلاميين والناشطين محاولة لـ”سرقة فرحة السوريين“ وتسييسها لصالح السلطة الجديدة.
الصحفي محمد السلوم: خطاب مهين لفرحة السوريين:
الصحفي محمد السلوم وصف كلام زيدان بأنه “اصطياد في الماء العكر“، مضيفاً: ما حدث لم يكن استفتاءً ولا مبايعة. ما حدث كان فرحة سورية خالصة… فرحة بالنجاة فقط.
وأضاف السلوم أن استغلال هذه اللحظة الوطنية الجامعة مهين لآلاف العائلات التي خرجت تحمل صور شهدائها.
وقال السلوم: “إن كنت مُصِرّاً على وصف ما جرى بأنه “استفتاء”، فإليك معياراً بسيطاً: قارن بين من خرجوا إلى الساحات قبل أسبوع استجابة لطلب رئـاسي، ومن خرجوا البارحة بدافع الفرح وحده… ثم تحدّث بعد ذلك عن الاستفتاء.”
الناشط أسامة خلبوص: الناس خرجت للفرح بالتحرير:
وقال الناشط أسامة إبراهيم خلبوص إن المحتفلين خرجوا بسبب التحرير وسقوط الطاغية بشار وعهد الأبد.
هدى أبو نبوت: “لا تسرقوا فرحتنا”:
أما الناشطة هدى أبو نبوت فهاجمت زيدان بشدة، معتبرة أنّ تصريحاته تُقحم السلطة الجديدة في حدث وطني جامع: “الاحتفالات لم تكن بيعة للشرع… نحن لم ندفع أثماناً هائلة ليتم مصادرة حقنا بالحرية من جديد.”
وأكدت أبو نبوت مخاطبةً أنصار الشرع: “واضح تماما وجدا ثورتكم انتهت بهروب الأسد لكن نحن مشوارنا الآن بدأ..”
لحظة وطنية تحاول السلطة استثمارها؟
يرى متابعون أن الجدل يعكس حساسية المرحلة السياسية في سوريا، حيث تحاول السلطة الانتقالية تثبيت شرعيتها، في وقت يعتبر فيه جزء واسع من السوريين أن إسقاط النظام السابق هو بداية طريق ما زال طويلاً ومعقداً.
وبينما تؤكد روايات رسمية أن الاحتفالات تعبّر عن الثقة بالعهد الجديد، يتمسّك معارضون بأن خروج الناس كان احتفالاً بالخلاص وليس تفويضاً سياسياً، ما ينذر بانقسام جديد في قراءة الحدث الأكبر في تاريخ سوريا الحديث.
إقرأ أيضاً: عام على سقوط الأسد: تعثر الإصلاح الإداري في سوريا وشلل التحول الرقمي يعمّ المؤسسات الحكومية
إقرأ أيضاً: حوادث تدافع واختناق تقتل شاباً وتصيب 260 في احتفالات دمشق