“إضراب الكرامة” في الساحل السوري: شلل تجاري ورفض للانتهاكات الطائفية في يومه الثالث
يدخل الإضراب العام في مدن وبلدات الساحل السوري وريف حماة يومه الثالث، وسط حالة من الشلل النسبي في الحركة التجارية والأسواق.
وذلك استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، إلى إضراب شامل لمدة خمسة أيام.
يُقدم هذا الإضراب كـ رد سلمي على موجة من القتل والخطف والفصل التعسفي التي طالت أبناء الطائفة العلوية خلال الأشهر الماضية.
وتم ربطه بـ”مجازر آذار” وعمليات العنف الطائفي التي شهدها الساحل منذ سقوط النظام السابق.
نطاق الإضراب والمظاهر الميدانية
شمل الإضراب مناطق واسعة، وفقاً لتقارير حقوقية ومراسلين محليين:
مدن الساحل: اللاذقية، طرطوس، جبلة، صافيتا، والدريكيش.
ريف حماة: ريف حماة الغربي ومدينة مصياف.
المظاهر:
-
-
شوارع شبه خالية ومحالّ مغلقة، مع تراجع واضح في الحركة المرورية.
-
امتداد الإضراب إلى المدارس والجامعات بتغيب أعداد كبيرة من الطلاب والكوادر.
-
انتشار عبارات مثل: “الإضراب حق وكرامة” و “دم العلوي ليس رخيصاً” على الجدران.
-
غضب متزايد بعد حادثة القتل
جاء اليوم الثاني مشحوناً بغضب إضافي بعد حادثة إطلاق النار على الشاب مراد محرز في منطقة اليهودية بريف اللاذقية.
حيث أفادت تقارير محلية بأن مسلحين أطلقوا عليه الرصاص في صدره بعد أن سألوه عن طائفته، قبل أن يتوفى لاحقاً متأثراً بإصابته.
تعد هذه الحادثة تأكيداً لـ”النزيف الصامت” الذي يحاول الإضراب وقفه عبر أداة مدنية بعيداً عن أي مسار مسلح.
رسالة الشيخ غزال ومطالب الإضراب
يُعدّ الإضراب ثاني تحرك جماعي واسع لأبناء الطائفة خلال أسابيع، بعد موجة اعتصامات نوفمبر الماضي.
وقد انتقد الشيخ غزال الحكومة الانتقالية بشدة في بيانه الأخير:
الانتقاد: اتهام الحكومة بـ”استبدال نظام ظالم بنظام أشد ظلماً”، وبالضغط على المدنيين عبر التهديد بلقمة العيش، وقرارات الفصل التعسفي والترهيب، لدفعهم للمشاركة في احتفالات رسمية.
المطالب الأساسية:
-
-
وقف القتل والخطف والانتهاكات الطائفية.
-
إطلاق سراح المعتقلين (العسكريين والمدنيين).
-
مراجعة ملف الموظفين المفصولين تعسفياً.
-
فتح نقاش سياسي جدي حول صيغ الحكم اللامركزي وضمانات المكوّنات المحلية.
-
الضغوط الحكومية والانقسام الداخلي
في مواجهة هذا العصيان المدني السلمي، شدّدت المؤسسات التعليمية والدوائر الحكومية إجراءاتها، بإلزام الموظفين بالدوام الكامل تحت طائلة المساءلة والتهديد بالفصل.
الالتزام: تفيد شهادات محلية بأن نسبة الالتزام بالإضراب بقيت مرتفعة في الأسواق والورش الصغيرة والمهن الحرة، رغم تفاوتها في المؤسسات الرسمية.
الانقسام: لا يبدو المشهد موحداً بالكامل؛ فجزء من الموظفين ونخب متحالفة مع السلطة الانتقالية يعبر عن تردده أو رفضه خوفاً من خسارة مصدر رزقه.
ويحذر من أن الإضراب قد يُستثمر لـ”تسييس الهوية الطائفية” وإضعاف السلطة المركزية.
إقرأ أيضاً: جريمة مقتل مراد محرز في اللاذقية: آخر كلمات قبل رحيله تهز الشارع السوري
إقرأ أيضاً: إضراب العلويين في سوريا: احتجاج سلمي ضد التهميش والاعتقالات والمجازر