دمشق في البيت الأبيض: الأجندة الخفية للقاء ترامب والشرع ومستقبل التحالفات السورية

تُعد زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب حدثًا محوريًا، هدفها المعلن هو توقيع انضمام دمشق إلى قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وفقًا لما أعلنه المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس برّاك.

هذه الزيارة، التي يُفصل في خفاياها تقرير نشره موقع +963، تُعتبر فرصة لدمشق لحل ملفات عالقة يُنظر إليها على أن واشنطن وحدها تملك مفاتيحها .

الملفات المغلقة ومفاتيح ترامب

تتجاوز أهمية الزيارة الأجندة المعلنة، حيث تتركز المفاوضات على ملفات إقليمية رئيسية تملك واشنطن الكلمة الفصل فيها:

مسار التفاهمات الأمنية بين دمشق وتل أبيب: ستركز واشنطن على الضمانات الأمنية التي ستقدمها دمشق لكي تقبل إسرائيل توقيع تفاهم أمني، دون الخوض في ملف الجولان المحتل. قد تشمل الخارطة الجديدة في المفاوضات الاعتراف بوجود النقاط العسكرية الإسرائيلية جنوبًا.

اندماج “قسد” ضمن الجيش السوري: من المحتمل أن يشكل دخول سوريا في قوات التحالف إطارًا جديدًا لهيكلة الجيش تحت إشراف التحالف، الذي قد يصبح شريكًا رئيسيًا في وضع خطة الاندماج العسكري لقوات سوريا الديموقراطية “قسد” وضابطًا لإيقاع التصعيد التركي.

تطبيق “خارطة طريق السويداء”: يتوقع تقديم خطوات تنفيذية لحل الأزمة في محافظة السويداء، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الدروز كورقة مساومة لإسرائيل، وقد تذهب دمشق بعيدًا في محاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين.

رفع عقوبات “قيصر” عن سوريا: يرتبط المسار التشريعي لرفع العقوبات ارتباطًا وثيقًا بصيغة التفاهمات الأمنية بين دمشق وتل أبيب، نظرًا لثقل اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس. يعمل فريق ترامب الرئاسي على ترتيب اجتماعات مكثفة للشرع مع رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب (جيم ريش وبريان ماست) لحث أعضاء الكونغرس على الموافقة على مشروع القرار.

الانضمام للتحالف الدولي وتغيير موازين القوى

يُمثل دخول سوريا في قوات التحالف الدولي منعطفًا جيوسياسيًا، تراه واشنطن ذراعًا جديدة لتطويق المشروع الإيراني من جهة العراق ولبنان وتقليص التواجد الروسي.

المكاسب والتداعيات العسكرية: سيترتب على الانضمام رفع اسم سوريا تلقائيًا من لائحة الدول الراعية للإرهاب، وتصبح مرتبطة عسكريًا وأمنيًا بالمعسكر الغربي. يعزز هذا التحالف من القوة العسكرية لدمشق ويفتح الباب للحصول على برامج تدريبية وأسلحة متطورة، ويوفر غطاءً سياسيًا -إلى حد ما- ضد الهجمات الإسرائيلية.

دور رادع للنفوذ الإيراني: يُحول هذا الارتباط دمشق إلى “رصاصة حاضرة” في حال تمدد النفوذ الإيراني، ما يرفع احتمالية شن ضربات عسكرية لما تبقى من “حزب الله” على الحدود مع العراق أو لبنان.

تعكس هذه الملفات الثقل الأمريكي في سوريا، وهو ما يمكن تفسيره برسائل أرادت واشنطن إيصالها لحلفاء دمشق الرئيسيين، مفادها بأنه “لا تفاهم ولا اتفاق، دون توجيه، ورعاية أميركية”، ما يجعل الإدارة في دمشق تعول بشكل كبير على طي العديد من الملفات خلال زيارة الرئيس الشرع إلى مالك المفاتيح الأمريكي دونالد ترامب.

 

اقرأ أيضاً:سوريا بين واشنطن والرياض: إعادة الشرعية بشروط وثمن سياسي مرتفع

اقرأ أيضاً:واشنطن تقترب من دمشق والشرع يستعد للانضمام إلى التحالف الدولي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.