الأمم المتحدة: أكثر من 1.2 مليون لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، في أكبر حركة عودة جماعية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من 14 عامًا.
وقالت المفوضية في تقريرها الصادر اليوم الإثنين، إنّها سجّلت عودة 1,208,802 لاجئ سوري إلى البلاد خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أن الغالبية الساحقة من العائدين قدموا من تركيا، تليها لبنان والأردن، مع أعداد أقل من دول أخرى استضافت لاجئين سوريين خلال السنوات الماضية.
عودة داخلية موازية
وبحسب التقرير، شهد الداخل السوري أيضًا عودة نحو 1.9 مليون نازح إلى مناطقهم الأصلية أو استعدادهم للعودة إليها. وأوضحت المفوضية أن أكثر من مليون نازح داخلي غادروا مواقع النزوح في مناطق الشمال خلال العام الجاري، في حين ما يزال نحو سبعة ملايين شخص في حالة نزوح داخل البلاد. ويأتي هذا التطور في ظل تحسن نسبي في الوضع الأمني والخدمات في عدد من المحافظات،.
لبنان في المرتبة الثانية
أشارت المفوضية إلى أن أكثر من 362 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى سوريا منذ أواخر عام 2024 وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، في وقت تتواصل فيه عمليات العودة الطوعية المنظمة بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والسورية.
وذكرت المفوضية أنها قدّمت خلال العام 2025 الدعم لأكثر من 24,500 لاجئ عائد عند المعابر الحدودية مع كلٍّ من تركيا ولبنان، شمل المساعدات الإنسانية العاجلة ومتابعة أوضاعهم بعد العودة عبر زيارات ميدانية وإحالات إلى الخدمات الطبية والاجتماعية.
وفي 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نظّمت المفوضية حركة العودة الطوعية السابعة من منطقة البقاع اللبنانية عبر معبر المصنع – جديدة يابوس، بمشاركة 1,476 شخصًا ضمن برنامج النقل المنظّم إلى سوريا.
تركيا في الصدارة
وبحسب المفوضية، ما تزال تركيا تمثّل البلد المصدر الأكبر للاجئين العائدين إلى سوريا، إذ تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين المسجّلين منذ اندلاع الحرب في عام 2011. وتشير التقديرات إلى أن الجزء الأكبر من حالات العودة خلال العام الجاري تم عبر معبر باب الهوى ومعبر جرابلس شمال البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إن العودة “تظل طوعية”، مؤكدة استمرارها في متابعة أوضاع العائدين بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، لضمان حصولهم على الخدمات الأساسية وفرص المعيشة، ودعم اندماجهم في مجتمعاتهم الأصلية.
تحديات ما بعد العودة
ورغم تزايد وتيرة العودة خلال الأشهر الأخيرة، لا تزال المفوضية تحذّر من صعوبات اقتصادية وخدمية تواجه العائدين، خاصة في ما يتعلق بتأمين السكن والعمل والخدمات الأساسية.
وأكد التقرير أن المفوضية تعمل على توسيع برامج المساعدة المجتمعية في المناطق المستقبِلة، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بهدف تسهيل الاستقرار وتقليل معدلات النزوح العكسي.
اقرأ أيضاً:مشروع إنارة شوارع دمشق يثير الجدل: “نور العاصمة” والتفاوت بين المحافظات