إضراب الكرامة.. آلاف المعلمين يعلّقون الدراسة في شمال سوريا
لليوم الثاني على التوالي، دخل إضراب المعلمين في شمال سوريا مرحلة جديدة من التصعيد، مع توقف أكثر من 300 مدرسة عن العمل في مناطق متفرقة من إدلب وريف حلب، ضمن ما سُمّي بـ“إضراب الكرامة”، احتجاجاً على تدني الأجور وتجاهل المطالب المعيشية من قبل الجهات التعليمية والإدارية.
تعليق شامل للعملية التعليمية:
مع بداية الأسبوع الدراسي، أعلنت معظم المدارس في الشمال السوري توقفها الكامل عن التدريس، ما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من التعليم وتركهم خارج مقاعد الدراسة، بانتظار حل يضمن للكوادر التدريسية حدًّا أدنى من الحقوق المعيشية.
ويقول منظمو الإضراب إن هذه الخطوة جاءت بعد أشهر من المناشدات دون أي تجاوب رسمي، معتبرين أن صبر المعلمين نفذ نتيجة استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق.
أجور لا تكفي لأبسط الاحتياجات:
يؤكد المعلمون المشاركون في الإضراب أن رواتبهم الحالية لا تتجاوز 100 دولار شهرياً، وهو مبلغ لا يغطي حتى تكاليف النقل والطعام.
أحد المعلمين في ريف إدلب قال: “نعيش ظروفاً مادية قاسية تجعل من الاستمرار في التعليم أمراً شبه مستحيل، كثير منّا باتوا عاجزين عن دفع إيجار المنزل أو شراء احتياجات أسرهم الأساسية.”
وأضاف آخر: “التعليم رسالة سامية، لكنه أيضاً مهنة تحتاج إلى تقدير مادي حتى نتمكن من الاستمرار. ما نعيشه اليوم هو استنزاف لصبر المعلمين وكرامتهم.”
صمت رسمي واحتقان شعبي:
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة التربية، ما زاد من احتقان الشارع التعليمي ورفع منسوب التوتر بين الكوادر التدريسية.
ويرى مراقبون أن استمرار الإضراب من دون حلول عاجلة قد يؤدي إلى شلل طويل في العملية التعليمية، ويُفاقم من أزمة التعليم التي تعاني أساسًا من ضعف التمويل ونقص الدعم.
مطالب بالإصلاح والاستجابة:
يطالب المعلمون بتحسين الرواتب بما يتناسب مع تكاليف المعيشة الحالية، وتثبيت العقود التعليمية، وتوفير دعم مادي مستدام من الجهات الرسمية.
ويختم أحد المشاركين في الإضراب بالقول: “لسنا طلاب امتيازات، نطالب فقط بالحد الأدنى من الكرامة. نريد أن نعلّم أبناءنا بكرامة، لا أن نعيش في عوز دائم.”
إقرأ أيضاً: إضراب الكوادر الطبية في منبج بسبب انقطاع الدعم وتأخر الرواتب 4 أشهر
إقرأ أيضاً: التعليم في سوريا: 40% من المدارس مدمرة و3 ملايين طفل محرومون من الدراسة