داما بوست -عمار ابراهيم| تعد أزمة النقل في مختلف المحافظات السورية مشكلة دائمة الحضور في يوميات المواطنين، إذ لم يجد لها المعنيون حلاً جذرياً رغم تعاقب السنوات، وأصبح “التكسي موتور” الحل الأوفر والأسرع بالنسبة للمواطن.
وتمر هذه المشكلة في فترات معينة تنحسر فيها، وتعود للظهور بعد وقت قصير لعدة أسباب يكررها المعنيون في القطاعات المؤثرة بها، كالنفط والنقل وشركة محروقات وغيرها.
وإن كانت صعوبات النقل تراجعت إلى حد ما بعد تطبيق تقنية التتبع الالكتروني GPS، إلا أنها لم تكن كافية بعد ظهور عدة مشاكل أثرت على تعبئة الكميات المخصصة للسرافيس التي تعد العصب الرئيسي لهذا القطاع.
وتسبب هذا الواقع بتوجه المواطنين للبحث عن حلول ذاتية الابتكار والاستخدام، ومنها استعمال الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن والأحياء، على الرغم من خطورتها كونها تتركز في مناطق كثيفة السكان والسيارات.
وشهدت العاصمة دمشق بدء هذه التجربة منذ عدة سنوات نظراً للكثافة السكانية فيها، وانتشرت بشكل واسع بعد أن أثبتت نجاعتها ومساعدتها على وصول المواطنين إلى أماكن عملهم بسرعة كبيرة مقارنة بمدة انتظار السرفيس، وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بالتكسي.
ويتركز انتشار هذه الوسيلة حتى يومنا هذا أمام الكراجات الرئيسية في دمشق، كالعباسيين والسيدة زينب والسومرية وباب مصلى والبرامكة والمواساة.
اقرأ أيضاً: آلية جديدة لحل أزمة النقل في اللاذقية
وانتقلت تجربة دمشق إلى باقي المحافظات، مع وصول أزمة النقل إلى كل المدن والأرياف، وسط استغلال واضح من قبل أصحاب التاكسي، وتقاضيهم أجوراً مرتفعة جداً لمسافات لا تتعدى مئات الأمتار أحياناً.
وكانت مدينة حمص مثالاً واضحاً لانتشار وسيلة النقل هذه، وبات مألوفاً رؤية عشرات الدراجات النارية مصطفة قرب مواقف السرافيس المعروفة والكراجات، وبشكل خاص في أوقات الذروة صباحاً وظهراً.
وقال أحد الشبان في مدينة حمص لشبكة “داما بوست” قبل ركوبه على الدراجة النارية وتوجهه إلى الكراج الشمالي بأن هذه الوسيلة أنقذته مراراً خلال سفره المتكرر إلى مدينة حماة، مع عدم توفر أي وسيلة نقل أخرى بتكلفة منخفضة.
وأضاف الشاب بأن “خط الزهراء- كراج شمالي يعاني من نقص بعدد السرافيس صباحاً وظهراً وازدحام العشرات يومياً وانتظار يدوم ساعة في بعض الأحيان، ولذلك أصبحت اعتمد على الدراجة النارية في التنقل بأجرة 10 آلاف ليرة التي تعد مقبولة إلى حد ما”.
وقال شاب آخر إن” أجرة التكسي إلى الكراج لا تقل عن 50 ألف ليرة وهو مبلغ كبير لا قدرة لي على تحمله، ولهذا السبب أصبح “التكسي موتور” الحل الأوفر والأسرع أيضاً”.
ولمعرفة تكلفة استعمالها كوسيلة نقل شبيهة بالتكسي التقت “داما بوست” مع أحد أصحاب الموتورات، الذي قال إن “كل موتور يمشي مسافة كيلومترات معينة لكل لتر من البنزين، وهذا يعود لعدة عوامل أهمها نضافة الماكينة و”الكارباراتور”، وتتراوح تلك المسافة بين 25-35 كيلو متر”.
وأضاف الشاب أنه “توجد العديد من التكاليف مثل الزيت والدواليب والفرامل، وغيرها من العوامل التي يتكلف عليها صاحب الآلية، دون تجاهل الخطر المحدق أثناء القيادة لأسباب تكون معظم الأحيان خارجة عن إرادة السائق”.
أزمة النقل: بعد تفاقم أزمة النقل في حماة.. المحافظ يتخذ إجراءات هامة
وحول الأجور التي يتقاضاها، بين الشاب أنها “تخضع دائماً للبازار والنقاش، حيث يحاول الركاب “المكاسرة” لتخفيضها قدر الإمكان وغالباً ما ينجحون في ذلك نظراً لحاجتنا للعمل مقابل مبالغ لا تعد كبيرة”.
وأشار إلى أن “تكلفة الوصول إلى الكراج الشمالي 8-10 آلاف، الجنوبي 10-12 الف، ويتم غالباً تحديد الاجرة وفق المسافة المقطوعة، واقتطاعها من سعر لتر البنزين الذي يتجاوز 15 ألف ليرة”.
يشار إلى أن عمل وسيلة النقل هذه غير مضبوطة ومحددة من قبل الجهات المعنية، إذ أنها ظهرت نتيجة زيادة الحاجة للوصول إلى المقصد في ظل أزمة المواصلات الخانقة، وبالتالي فإن أي شخص يمتلك دراجة نارية يمكنه العمل على هذه “التكسي موتور”.