استيراد الخضار التركية يغرق أسواق درعا ويُعمّق أزمة المزارعين السوريين
يواجه المزارعون في محافظة درعا السورية أزمة حادة مع دخول شاحنات محملة بالخضار التركية عبر الحدود، على الرغم من القرارات الرسمية الصادرة من وزارة الاقتصاد وهيئة المنافذ بوقف استيراد هذه المنتجات لحماية الإنتاج المحلي.
هذا الوضع أثار غضب الفلاحين، الذين يرون أنهم يدفعون ثمن الفساد والصفقات المشبوهة، حيث تتكدس محاصيلهم دون مشترٍ، وتنهار أسعارها إلى مستويات لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج
معاناة المزارعين: من الديون إلى الخسارة
عبد الله الدهمان، فلاح من قرية نصيب، اضطر لبيع ذهب زوجته لزراعة أرضه، لكنه الآن يرى محاصيله تُباع بنصف التكلفة، ويهدد بترك الزراعة.
ميسر البرازي، شاب ثلاثيني، يضحك بمرارة وهو يرى صناديق العنب أمامه بلا مشترٍ، مؤكدًا أن سعر الكيلو لا يغطي أجرة العامل.
الحاج محمود الجبار، مزارع مخضرم، يرى أن المشكلة أعمق من موسم واحد، وأن الزراعة في درعا تنهار بسبب غلاء الوقود، ونقص الأسمدة، وتوقف التصدير، مما يهدد مستقبل الفلاحين.
تأثيرات على المستهلك وجودة المنتجات
المشكلة لا تقتصر على المزارعين، فالمواطنون أيضًا يعانون. تؤكد هالة الخالدي، ربة منزل، أن المنتجات المستوردة غالبًا ما تكون تالفة وغير صالحة للاستهلاك، مما يضر بصحة الأسرة ويهدر الأموال، وتدعو إلى دعم المحاصيل المحلية لضمان الجودة.
انهيار الأسعار وغياب الحلول
تسبب دخول الخضار المستوردة في انهيار أسعار المحاصيل المحلية. فكيلو الخوخ الذي كان يباع بـ12 ألف ليرة، أصبح سعره 4 آلاف، بينما انخفض سعر العنب إلى ألفين فقط.
محمد العقاد، رئيس لجنة سوق الهال بدمشق، يرى أن استيراد الخضار في ذروة الموسم المحلي “خطأ فادح” يدمّر الأسواق ويضر بالفلاح.
وأكد العقاد أن سوريا لديها فائض في معظم محاصيلها الصيفية وتحتاج إلى دعم التصدير لا إلى فتح الأبواب أمام البضائع المستوردة
فوضى إدارية وتهديد للمستقبل الزراعي
يؤكد الخبير الزراعي حسام المصري أن القرارات الحكومية منقوصة، فمجرد وقف الاستيراد لا يكفي ما لم ترافقه خطة لتصريف الفائض وتصديره.
ويزيد الطين بلّة، اعتراف بعض المسؤولين بأن مدير العلاقات في هيئة المنافذ لا يستجيب لمراسلات الوزارات، مما يشير إلى وجود مصالح خاصة محمية.
في النهاية، يبدو أن القوانين المصممة لحماية الإنتاج المحلي تحولت إلى حبر على ورق، لا يصمد أمام مصالح النافذين الذين يستفيدون من الفوضى الإدارية، مما يهدد مستقبل القطاع الزراعي بأكمله
إقرأ أيضاً: غزو المنتجات التركية للأسواق السورية: التحديات والفرص أمام المنتج المحلي
اقرأ أيضاً:موجة تظاهرات شعبية تضرب سوريا مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والإدارية