تجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة اللبناني بين حركة “فتح” الفلسطينية، وتنظيمات متطرفة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين من الطرفين، ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
ووقع الطرفان مساء السبت، قرار وقف إطلاق نار، حيث لم يصمد سوى لساعات، ليعود طرفي الصراع ويتبادلان الاشتباك بالقذائف والأسلحة المتوسطة، التي طالت جميع أحياء المخيم سيما القسم الغربي، ومحور الرأس الأحمر – الطيرة، إضافة لطريق الغازية صيدا، كما تم إخلاء مشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى، بحسب وسائل الإعلام.
وعلى خلفية التطورات المتصاعدة، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتشاور معه في تطورات مخيم عين الحلوة، وشدد على أولوية وقف الاعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة.
وبدأت بلدية صيدا والصليب الأحمر اللبناني، باستحداث مخيم لقسم من نازحي اشتباكات عين الحلوة عند مدخل صيدا الشمالي، عبر نصب خيم إيواء مؤقت لهم بجانب ملعب صيدا البلدي، حتى أعادت البلدية وبمؤازرة من القوى الأمنية إزالة هذه الخيم.
وعُلم أن قرار ازالتها جاء بناء لإيعاز من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بالتشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبناء لطلب من فعاليات صيدا التي اعترضت على إقامة هذه الخيم، أولاً لكونها غير مناسبة من حيث الموقع وثانياً، حتى لا يتحول هذا المخيم من مؤقت إلى دائم وتصبح المدينة أمام مشكلة جديدة هي بغنى عنها، الأمر الذي يؤثر على لبنان وعلى تصفية القضية الفلسطينية.
واستمرت اللجان الفلسطينية واللبنانية ضمن المخيم وخارجه بمحاولة تهدئة الوضع، وفرض هدنة جديدة ووقف إطلاق نار مستمر ومتكرر دون أي التزام.
وفي هذا الخصوص، يؤكد المحلل السياسي اللبناني د.علي بيضون لـ “داما بوست” أنه من الواضح أن الاشتباكات في المخيمات الفلسطينية في لبنان لها أبعاد متعددة بينها صراع النفوذ بين القوى التقليدية كفتح وبين الفصائل الحديثة كالخلايا التكفيرية، فلذلك هذا الصراع محكوم بهذه الأُطر سيما في عين الحلوة ومرتبطة بفلسطين المحتلة والصراع على السلطة داخل الأرض المحتلة، ومنها ما هو مرتبط بملفات إقليمية متعلق بالدول الخليجية التي تستثمر السلاح الفلسطيني لإبعاده عن قضيته وإشغال لبنان في ضوء الانقسامات الداخلية.
واعتبر “بيضون” أن اشتباكات المخيمات على رأسها عين الحلوة لها فائدة للاحتلال، حيث يربك المخيمات ويشتت القوى الفلسطينية ويضرب الوحدة، عدا عن إرباك الساحة اللبنانية وكل ذلك لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير اللاجئين وتوطين المتبقي منهم في لبنان وتذويبهم في لبنان، حسب تعبيره.
ويؤكد المحلل السياسي وجود غاية لاستثمار الوضع في المخيمات لتأجيج الوضع الداخلي في لبنان عبر تبادل الرسائل السياسية والأمنية، وتوفير مساحة لـ “داعش” لتكبر ضمن المخيمات وتكون منصة لضرب المقاومة كما حدث سابقاً في طرابلس وجرود عرسال، فالمخيمات الفلسطينية انساقت إلى منزلق خطير ولابد من محاولات تسوية وتهدئة الأمور خصوصاً وأن الوضع الداخلي مرشح للانفجار وهو بغنى عنها وسط أزمات دستورية ورئاسية، وهناك مخطط لأن تنتقل هذه المخططات للمخيمات السورية لاستغلال وجودها ضد المقاومة والتلويح بالحرب الأهلية وتأزيم الوضع.