المرجع الروحي الشيخ “أمين الصايغ” إلى جبل العرب.. وحدَهُ الوطنُ يبقى حاضنًا للجميعِ
داما بوست | سورية
ناشد المرجع الروحي الاعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف “أمين الصايغ” حكماء وعقلاء طائفة الموحدين الدروز في جبل العرب، أن يكونوا حرَّاس وحدة الوطن والقوامين مع الوطنيين على بنائِه على أسس العدالة، وذلك في ظل الأحداث الأخيرة التي تشهدها المحافظة.
وقال “الصايغ”.. “أيُّها الأخوةُ الموحدون في الجبلِ الأشمِّ، لقد وصلتْنا صرخَتُكم الانسانيةُ من أجلِ العيشِ الكريمِ، وهي مباركةٌ وأمانةٌ في أعناقِنا نحملُها، وليسَ صغيرُنا بأخفِ حِملًا من كبيرِنا، ونحنُ في مناصرةِ هذه الصرخةِ نؤدي فريضةَ حفظِ الأماناتِ أمامَ ربٍّ يعلمُ ما يُخفى من نيّاتٍ وما يُعلنُ من أفعالٍ، وأمامَ تاريخٍ لا يغادِرُ موقِفًا إلّا وأحصاهُ صوابًا كانَ أم خطأ، فلنجعلْ من ضمائرِنا علينا رقيبًا وحسيب”.
وتابع “الصايغ”.. “على أثرِ الصّرخةِ التي يشهدُها جبلُ العربِ، لا بدَّ منْ وقفةٍ نسألُ فيها، إلى أينَ تسيرُ بنا الأحداثُ، وإلى أينَ تسيرُ بها أفعالُنا، وإلى أينَ تسيرُ بنا وبها التطوراتِ المتسارعةِ في الإقليمِ”.
وأضاف المرجع الروحي، “أناشدُكُم حكماءَ الجبلِ وعقلائَهُ، أنْ تكونوا كما كنْتُم على مرِ التاريخِ، حرَّاسَ وحدةِ الوطنِ والقوامين مع الوطنيين على بنائِهِ على أسسِ العدالةِ، وعليه تجنُّب إقحامِ جبلَ العربِ في لعبةِ الأممِ وموازينِ قِواها المتصارعةِ، لأنَّ ذلكَ لنْ يعودَ على دينِكُم بفائدةٍ ولا على وطنِكُم ودنياكُم بخير، والحفاظُ على وحدةِ أبناءِ جبلِ العربِ مهما كانتِ التضحياتُ، وهذا دورُ النفوسِ الأبيةِ المترفّعةِ عن الأنانيّاتِ”.
كما يرى “الصايغ”.. إنَّ “العمامةَ رمزٌ للدّينِ والتّقوى والألفةِ والرّحمةِ والنّبلِ والوفاءِ، ولعبَتْ دورًا مهمًا عبر التاريخ في تحريمِ التّعدي منّا أولًا ثمَّ تحريمِ الاعتداءَ علينا، حذاري أنْ تلعبَ دورًا لا يليقُ ومقاصدِها ومواطنِ جوهرِها الرّوحيّ والأخلاقيّ السّليم، وأنْ لا ندنسَ هيبةَ التّاريخِ والدّينِ بالسّلوكِ الدّنيويِّ المتعثِّرِ، المشبَعِ بنهجِ النّفوسِ الأمّارةِ بما تشتهي، مناشداً لهم بإعادةَ النّظرِ بدورِ العمامة وقيمِها ومراميها”، مطالباً بالتّفكُّر في عواقبِ الأمورِ والتّبصّر بما حصلَ في الدّولِ التي عَبَثَتْ فيها الفوضى بغيابِ الدّولةِ.
ولفت “الصايغ” إلى “ناشدتُكُم العامَ الماضي وأكرِّرُها اليومَ، ليتقدَّمِ انتسابُكُمُ الوطنيُّ بحقٍّ على الانتسابِ إلى ما يتجاوزُ الأوطانَ، ويكونُ مَدعاةً للتقسيمِ والانفصالِ، ولا يخالَنَّ خائلٌ، إذا سقطَتْ مؤسسات الدولةِ، أنَّ يدًا عُليا تحمي الجبلَ أو سياجًا من الغيبِ يقيه العصف، كما لابدَّ من قيام مؤسساتِ الدولةِ بواجباتِها تِجاهِ أبناءِ الجبل، فالدولةُ السوريَّةُ أمينةٌ والموحِّدونَ الدُّروزُ أمانةٌ، يَجدُرُ بالكبارِ الحفاظُ عليها والأملُ أن تضعَ الدولةُ يدَها بيدِ أبناءِ جبلِ الكرامةِ”، مؤكداً أن الأزماتُ والمحنُ والمؤامراتُ تَعبُرُ مهما تعاظَمَت، ووحدَهُ الوطنُ يبقى حاضنًا للجميعِ عاجلًا كان أم آجلًا.