العصي في عجلات الإنتاج الزراعي.. فلاحو سورية يشتكون تكاليف تحضيرات موسم الشتاء

تواجه المزارعون صعوبات عديدة تضع العصي في عجلات إنتاجهم، لاسيما مع اقتراب الموسم الشتوي، والتحضير للمحاصيل الشتوية، تزامنا مع ارتفاع تكاليف الأيادي العاملة وحراثة وتحضير الأرض للزراعة والري، وارتفاع أسعار الأسمدة، نتيجة ارتفاع أسعار الصرف والمحروقات، والتقلبات المناخية غير المسبوقة، بالإضافة إلى الآفات الزراعية التي تغزوا مزروعاتهم.

تكاليف حراثة الأرض
وتختلف تكاليف حراثة الأرض باختلاف المعدات، حيث بلغت تكلفة الحراثة “السكة” حوالي 100 ألف ليرة للدونم الواحد، و”الكلفتور” حوالي 35 ألف ليرة/دونم، و”الديسك” 80 ألف ليرة/دونم، حيث يتم حراثة الأرض بـ “السكة” في المرحلة الأولى، ثم يتم تنعيمه بـ “الديسك”، ثم بـ “الكلفتور”، وبعدها يتم تخطيطه بـ “الخطاطة” بتكلفة 35 ألف ليرة/دونم، أي أن حراثة دونم واحد تبلغ كلفتها نحو 250 ألف ليرة سورية، بحسب المزارعين.

صعوبات المزارعين
ولا تنته المعاناة عند الحراثة وتكاليفها، يقول “أسعد القاسم” وهو مزارع في ريف حمص لـ “داما بوست”.. “قمنا بشراء كيلو بذور الملفوف منذ حوالي الشهر بـ 400 ألف ليرة سورية من الأسواق، أما الآن قد تجاوز سعره المليون ليرة، ويكفي الكيلو لزراعة 3 دونم، أما الموجود في الصيدليات الزراعية غير اقتصادي بالإنتاج، ولا أحد يستخدم الأسمدة لأنها غالية جداً، لا العضوية ولا الكيماوية، فأسعارها كاوية، حيث وصل العام الماضي سعر السماد العضوي إلى 250 ألف ليرة سورية، ويكفي لـ 2 دونم، أو أكثر بقليل، واستبدله البعض بروث الحيوانات “الأبقار والأغنام”، لكن أيضاً تكاليفها صارت غير مقبولة، حيث وصل سعر “التريلة” العام الماضي إلى نحو 200 ألف ليرة، مشيراً إلى أنه لم يتم تزويده بالأسمدة منذ حوالي العشر سنوات، حسب قوله.
وتابع “القاسم”.. “نحتاج إلى ري المحصول بشكل متواصل في أول 3 أيام، كي لا تموت “الشتلة” وسعر “تنكة” المازوت يتجاوز الـ 250 ألف ليرة، ونحتاج إلى “تنكة” يومياً على أقل تقدير بالنسبة لمساحة 4 دونم، في مرحلة تبريد “الشتل” ليتم تماسكه بالأرض”، لافتاً إلى أن بعد كل هذه التكاليف والجهود، قد ينتج حوالي 80% من الإنتاج أو 50% منها، لأن البذور الموجودة فعاليتها غير جيدة”.

المزارعون يطالبون بحلول
ويطالب المزارعون بإيجاد حلول لمساعدة المزارعين، في سبيل استمرار الإنتاج وزيادة وتيرته، مثل تقديم الدعم الحكومي للمزارع من خلال تقديم الأسمدة بالشكل الكافي والسعر المناسب، والمازوت الزراعي بالسعر المدعوم، وتقديم القروض، أو المساعدة بتركيب حوامل الطاقة الشمسية، ويوضح أوضح “ماهر” وهو اسم مستعار لمزارع في ريف حمص، لـ “داما بوست” أنه يقوم بشراء بذور البطاطا الداخلة إلى البلاد عن طريق التهريب، لأن فعاليتها وانتاجها أفضل من تلك الموجودة في مؤسسة إكثار البذار، حيث وصل سعر الكيس الواحد إلى 700 ألف ليرة سورية، وتكفي لنصف دونم، وهذه إحدى المشكلات التي يتطلب إيجاد حل لها.
وبيّن “ماهر” أن “البطاطا بحاجة إلى الري كل ثلاثة أو أربعة أيام، والأمطار في المنطقة غير كافية، كما أن قلة المياه أدت إلى غزو الآفات للمحاصيل الزراعية، ومنها “حفار الساق” التي تصيب شجرة الزيتون، مؤكداً على تأثير قلة الأمطار على إنتاجهم وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الري.