صعّدت قوات الاحتلال التركي على مدار الساعات 24 الماضية، من وتيرة قصفها واعتداءاتها على المناطق الآمنة في ريف حلب الشمالي الغربي، بينما تزامن التصعيد التركي مع اشتباكات عنيفة شهدتها عدة محاور بالريف ذاته بين مسلحي فصائل أنقرة، ومجموعات “قوات تحرير عفرين”.
القواعد العسكرية التركية المتمركزة في محيط مدينة أعزاز، بدأت قصفها المدفعي، ظهر أمس الجمعة، بوتيرة مستمرة وكثيفة، مستهدفة قرى “مياسة”، “برج القاص”، “زرنعيت”، “الصوغانية”، “إبين”، “زيارة”، “دير جمال”، “شوارغة”، “مرعناز”، “العلقمية”، “منغ”، “عين دقنة”، و”البيلونية”، قبل أن يمتد خلال ساعات الليل ويصل إلى مدينة تل رفعت المكتظة بالسكان.
ووفق ما أوردته مصادر محلية لـ “داما بوست”، فتسبب القصف التركي بإصابة عدد من المدنيين، بينهم طفلة لا يتجاوز عمرها 14 عاماً، حيث نُقل المصابون إلى مشفى “عفرين” في مدينة تل رفعت لتلقي العلاج، كما أدى القصف إلى إلحاق أضرار مادية واسعة بمنازل وممتلكات الأهالي، وبالأراضي الزراعية.
وتزامن القصف التركي، الذي يُعدّ الأعنف من نوعه منذ عدة أشهر، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في وقت متأخر من ليلة أمس، بين “فصائل أنقرة” ومجموعات “قوات تحرير عفرين” على محور قرية “كلجبرين” بريف منطقة أعزاز، إثر هجومٍ نفذته الأخير نحو مواقع الفصائل على أطراف القرية.
واستمرت الاشتباكات، حسب المصادر، لأكثر من ساعتين، استخدم خلالها كلا الطرفين مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فما آزرت القاعدة العسكرية التركية المتمركزة قرب مشفى “أعزاز الوطني” مسلحيها عبر رمايات مدفعية نحو مواقع تقدم عناصر “تحرير عفرين”، ما أجبرهم لاحقاً على الانسحاب من محور الاشتباك.
وبيّنت المصادر لـ”داما بوست”، أن الاشتباكات أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بين صفوف كلا الطرفين، في حين تكبد مسلحو أنقرة خسائر مادية كبيرة جراء استهداف “تحرير عفرين” بالقذائف الصاروخية، مستودعاً يحوي آليات وذخائر حربية تابعة لمسلحي الفصائل على محور “مارع- كلجبرين”.
المجريات الميدانية التي يشهدها ريف حلب الشمالي، تشي بمزيد من التصعيد قد تشهده الأجزاء الغربية خلال الأيام المقبلة، في ظل ورود معلومات حول إرسال أنقرة تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مسلحيها في منطقة أعزاز، بغية تنفيذ حملات تمشيط واسعة بريف المنطقة، بحثاً عن المخابئ والجيوب التي تتحصن بها مجموعات “قوات تحرير عفرين”، خاصة في ظل ما تكبدته قوات أنقرة خلال العامين الماضيين من خسائر بشرية ومادية فادحة على يد عناصر تلك المجموعات، جراء استهدافاتهم المتكررة للقواعد العسكرية التركية المنتشرة في ريفي أعزاز وعفرين على وجه الخصوص.