الرئيس الأسد: دون جدول أعمال لن ألتقي إردوغان وتركيا هي التي صنعت الإرهاب في سورية

داما بوست | سورية

حمّل الرئيس الأسد المساهمين في شن حرب على سورية وفي دعم الإرهاب والفصائل المسلحة، مسؤولية انتشار تجارة المخدرات، وأن من يتحمل مسؤولية التدمير في سورية هو من وقف مع الإرهاب وخطط للحرب.

وأجاب الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية حول الاتهامات للدولة السورية بما يخص تجارة المخدرات إنه “عندما يكون هناك حرب وضعف في الدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، وأن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية، ونحن لدينا مصلحة بالقضاء على هذه الظاهرة كما بقية الدول”.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية كانت من أول المتحمسين والمتعاونين من أجل مكافحة هذه الظاهرة كونها ظاهرة خطيرة بكل معنى الكلمة، مضيفاً “من غير المنطقي أن تكون الدولة معها، لكن العصابات لا تتعامل مع دول، لأنها تعمل بشكل سري تأتي من أقصى الغرب ومن أقصى الشرق، لكي تمر بشكل سري، هي تتعامل مع أشخاص عن طريق الرشوة فلا يمكن لها أن تتعامل مع دولة لأنها تصبح تجارة معلنة وليست سرية”.

وشدد الرئيس الأسد على أن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق سورية، والدولة السورية غير مسؤولة عن قتل الآلاف وتهجيرهم، قائلاً “الدولة دورها بحكم الدستور والعرف الوطني أن تدافع عن الدولة، فهل هذا يعني أن مواجهة الإرهاب هي التي دمرت الوطن، فلو تركنا الإرهاب تعمر الدولة؟ هذا كلام غير منطقي، فإذاً، من يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب. من يتحمل المسؤولية هو من نوى على الحرب، من خطط للحرب، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه.

 

وتطرق الرئيس الأسد في حواره لملف اللاجئين السوريين في الخارج، مؤكداً عودة أقل من نصف مليون إلى سورية خلال السنوات الماضية، قائلاً “قد توقفت هذه العودة، بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب”.

وحول العلاقات السورية التركية، شدد الرئيس الأسد على موقف سورية بأنه لن يكون هناك اجتماع مع الجانب التركي دون تحقيق شرط الانسحاب الكامل للاحتلال التركي من الأراضي السورية.

وقال الرئيس الأسد “إنه من دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟ نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان”.

وأكد الرئيس الأسد أن الأزمة التي عصفت بسورية كان من الممكن أن تكون غير موجودة لو انصاعت دمشق لكل المطالب التي كانت تُطلب أو تُفرض على سورية بقضايا مختلفة، في مقدمتها التخلي عن الحقوق السورية، وعن المصالح السورية، مشيراً إلى أن ذلك كان سيكلف سورية وشعبها ثمناً باهظاً لاحقاً، موضحاً أن الحرب التي دارت في سورية لم يكن هدفها هو شخص الرئيس بذاته إنما دمار سورية بأكملها، وقال “نحن نخوض معركةً وجودية والجميع كان مستهدفاً”.

 

وأشار الرئيس الأسد لدور الدول الحليفة في الأزمة السورية، وبالتأثير المهم الذي أحدثته هذه الدول في صمود سورية، لافتاً إلى أنه من غير الممكن للأصدقاء أن يحلوا محل سورية في الحرب، قائلاً “في المعركة وفي الصمود لا يمكن للأصدقاء أن يحلوا محلنا، هذا شيء من البدائه، والصمود الحقيقي هو صمود الشعب”.

 

وحول عودة سورية للجامعة العربية، أكد الرئيس الأسد أن العلاقات العربية – العربية هي علاقات شكلية، وعزا ذلك لطبيعة العلاقات التي تربطهم، متسائلاً، “هل تغيرت العلاقات العربية العربية؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا توجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية”.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن سورية تتقبل المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، مضيفاً.. “المعارضة المصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً، فكل المواصفات الأخرى مع الجهل لا تكفي، الوعي الوطني والنية الوطنية الصادقة، عدا عن ذلك المعارضة هي شيء طبيعي، نحن بشر ونختلف بالآراء في المنزل الواحد، فكيف لا نختلف على مستوى الوطن تجاه الكثير من القضايا”.

وأضاف الرئيس الأسد.. “كلمة معارضة الخارج لا تعني السوء، قد يكون معارضاً داخلياً ومرتبطاً بالخارج، وقد يكون معارضاً بالخارج ولكنه مرتبط بالوطن، فالقضية لا علاقة لها بالخارج والداخل، لها علاقة بأين تكمن انطلاقتك، من الشعب أم من المخابرات الأجنبية هذا هو السؤال فقط”.

 

وفي رد على سؤال حول المحادثات بين واشنطن ودمشق، قال الرئيس الأسد إن “الحوارات عمرها سنوات وتقام بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة واحدة بأن الأمريكي سوف يتغير لأن الأمريكي يطلب ويطلب، يأخذ ويأخذ ولا يعطي شيئاً هذه هي طبيعة العلاقة مع الأمريكيين منذ عام 1974 منذ خمسة عقود” مؤكداً أن الأمر غير مرتبط بأي إدارة من الإدارات، مشدداً على أن سورية تحاول ألا تترك الباب مغلقاً في وجه أي حوار مع أي أحد.

 

ونفى الرئيس الأسد تلقي أي طلب من أجل اتفاق مع إسرائيل، قائلاً “هم يعرفون موقفنا منذ بداية مفاوضات السلام في عام 1990، إن لم يكن هناك استعداد إسرائيلي لإعادة الأرض لا داعي لإضاعة الوقت”.

ولفت الرئيس الأسد في حديثه إلى أن حركة حماس الفلسطينية ليس لديها مكاتب في سورية، قائلاً “من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سورية هي الأولوية بالنسبة إلينا”.

وحول العقبات التي تواجه سورية اقتصادياً، قال الرئيس الأسد إن “قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، هو ليس العقبة الأكبر، العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين، وصورة الحرب في سورية التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية”.

وأضاف.. “العقبة الأكبر هي الزمن، بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها، فمن غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي، وبحاجة للكثير من الجهد والتعب لكي نصل لهذه النتيجة.

وحول ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، أكد الرئيس الأسد أن عدم ضلوع سورية في الشأن اللبناني لن يتيح لها التدخل لحل الأزمة في لبنان ودعم أي مرشح أو الوقوف ضد أي مرشح، وقال “لا يمكن لأي طرف خارجي لا سورية ولا غير سورية أن يساعد في حل الأزمة اللبنانية إن لم يكن هناك إرادة لدى اللبنانيين من أجل حل أزمتهم، هذه هي المشكلة، فإذاً لا بد من دفع اللبنانيين للمزيد من التوافق، عندها يمكن الحديث عن حل هذه الأزمة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...