“فراس الأحمد” صوت حوران الناطق وبطل “سما” في الجنوب
داما بوست| الهام عبيد
نعت قناة “سما” الفضائية مراسلها في محافظة درعا “فراس غسان الأحمد العقايلة” الذي استشهد أمس الأربعاء، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة، في طريق العودة من تغطية صحفية لإحباط عملية تهريب للمخدرات على طريق الشياح بريف درعا، أدت أيضاً إلى استشهاد عنصرين من الجيش العربي السوري، فيما أصيب مصور أخبار السورية “أحمد المسالمة”.
وتلقى الزملاء في الوسط الإعلامي خبر استشهاده بكثير من الغضب، على اعتبار أن اغتيال الإعلاميين أثناء تأديتهم لعملهم ورسالتهم يعتبر جريمة لا إنسانية، كما تلقونه بكثير من الألم كون “العقايلة” من أبرز العاملين في المجال الصحفي والإعلامي بالمنطقة الجنوبية.
ونعى مذيع قناة “سما الفضائية” “نزار الفرا” الشهيد عبر “فيسبوك” قائلاً.. “أشهد لك بالشجاعة والإيمان بعملك وبالله وبالقضية التي تعمل من أجلها، غير متردد بمساعدة كل من قصدك بطلب مساعدة وخدمة، متقدم الصفوف حاضر القلب غير هيّاب، رحمك الله الشهيد فراس الأحمد العقايلة مراسل قناة سما في درعا”.
وعبّرت مدير الأخبار المصورة في التلفزيون السوري “ميسون يوسف” عن صدمتها بخبر استشهاد “الأحمد” قائلة.. “دون سابق إنذار يفارقوننا بعد أن امتلكوا كل شيء فينا، يرحلون واحدا تلو الآخر ومع كل رحيل يرحل بعض منا، الزميل فراس يرتقي شهيداً على محراب الوطن”.
وفي ذات السياق قال مراسل قناة سما في طرطوس “علي الكنج”.. “يالله القهر يالله، الله يرحمك يا فراس، قناة سما الفضائية تزف إلى السوريين جميعاً شهيدها البطل فراس الأحمد مراسلها في محافظة درعا”.
من جهته وصف مذيع قناة “السورية” “عصام محمود” الشهيد “الأحمد” بأنه “شهيد في محراب الكلمة والصورة” مستذكراً كل التجارب “الحلوة” التي تشاركها معه كصديق وزميل.
ررحل “أبو عروة” إلى مثواه الأخير في قرية “الشيخ مسكين” التي اندرج منها، تاركاً وراءه وطناً وقضية لازال يسقط لأجلهما عشرات الشهداء يومياً، وتاركاً وراءه ذكريات من أصدقاء كثر استقبلهم أثناء تواجدهم في محافظة درعا للحصول على المعلومات من مصادرها، ونقل وقائع عمل على تضليلها جيش إعلامي كبير مدعوم بأموال غربية وأخرى عربية.
يقول مراسل قناة الميادين ” محمد الخضر” في وصف “الأحمد”… “الشاب المفعم بالحياة المحب لكل ذرة تراب من تراب حوران، رحمك الله أبو عروة رحمك الله ورفاقك، والعزاء لذويكم وأبنائكم وزملائكم”.
بدوره قال المصور الصحفي “محمد دامور” في رثاء “الأحمد”.. “صديقي الجميل والكريم والرائع شهيداً جميلاً في سماء درعا، سيبقى وجهك البشوش رمز المحبة في سورية كلها، وداعاً يا بطل الجنوب”.
ومن المقربين نعت زميلة “الأحمد” وشريكته في المحافظة والعمل مراسلة الإخبارية السورية في درعا “مرح أحمد المقداد” قائلة.. “اتصلت بي البارحة للتنسيق لإنجاز تقرير كنت أنت بطله يا رفيقي، وودعتني بصوتك الهادئ وبجملتك المعتادة “قولي يا رب” الله معك يا رفيق الشغل والمهمات، الله معك يا فراس”.
فيما نشرت عقب مواكبتها لمراسم تشييعه إلى مثواه الأخير معلّقة.. “في لقائك الأخير وفي وداعك الأخير، أصعب ما صورتْ يداي وأصعب ما نقلت، وأصعب ما أصنع وأقسى ما أكتب يا فراس، زميل الدراسة والمهنة والأخ العزيز، بطل الحرب ولم تعدْ الناجي منها يا صديقي، ولكن في عالم يليق بالأبطال والشهداء استودعناك”.
وبألم ودعه الصحفي “هيثم كزو” قائلاً.. “الله يرحم قلبك يا أبو عروة بكيتنا دم”.
وطالب الصحفي بلال سليطين بمحاسبة من يقف خلف اغتيال الصحفيين/ات وكل من يعمل في المجال الإنساني عبر منشور له على “فيسبوك” جاء فيه، إن “استهداف الصحفيين/ات في سورية جريمة لا يجوز أن تمر دون عقاب، من اغتالوا فراس الأحمد واستهدفوا واغتالوا الصحفيين/ات في كل بقعة من سورية ومن أي طرف كانوا يجب أن يحاسبوا ويحاكموا، علينا أن نعمل معاً لعدم الإفلات من العقاب، وأن لا نقبل بغير المحاسبة سواء كان المجرم شخصاً أو فصيلاً أو جهازاً أو مؤسسة”.
رحل الزميل ” فراس الأحمد” خريج كلية الإعلام في جامعة دمشق وزوج الإعلامية “فاطمة حربات” بعد أن فقد والده قبل أيام، وباستشهاده سقطت عكازة أمه الثانية، كما سقطت كاميرته التي طالما اشتهرت بكونها أصدق من ألف رصاصة وسيف، ومع استشهاده تزداد مسؤولية كل صحفي وصحفية في استكمال الرسالة، طالما أن هناك شبراً واحداً من هذه البلاد يشهد معركة مع محتل يغتصب فيه حق السوريين بالأمان والخيرات.