داما بوست | شام مهنا
منذ سنوات والسوريون يبحثون عن بدائل للكهرباء، في محاولة لمجاراة التقنين الطويل وضمان استمرار أعمالهم في محالهم أو ورشاتهم، ولإنارة منازلهم بطبيعية الحال، ودرجت العديد من الحلول المستخدمة منذ سنوات وحتى الآن، بداية من “الليدات” واستخدام البطاريات وصولاً إلى انتشار أدوات “الطاقة المتجددة” كالألواح الشمسة والمراوح الهوائية الصغيرة وبطاريات الليثيوم وغيرها.
وترتفع تكلفة أي حل حقيقي لمشكلة الكهرباء، وقد تختلف تكلفة الطاقة الشمسية في سورية باختلاف عدد الألواح المستخدمة وقوه البطاريات والأجهزة المستخدمة عليها، بالإضافة إلى اختلاف مكان الشراء وأجور العمال، ناهيك عن مسألة زيادة الطلب وقلة العروض على الخامات المستخدمة، ما حصر إمكانية تركيب تقنيات مماثلة بالفئات الميسورة مادياً.
تكاليف مليونية:
وتقدر كلفة تركيب “طاقة شمسية” في منزل صغير، بغرض الإنارة وتشغيل شاشة تلفزيون وغسالة وثلاجة ما يقارب 18 مليون ليرة وقد تصل إلى أكثر من ذلك، وأوضحت مديرة مجموعة UES الهندسية المهندسة حنين إبراهيم مبروك لـ “داما بوست”.. “تختلف أسعار الألواح باختلاف الماركة والجودة، فهناك ماركات عالمية باستطاعات مختلفة، مثل 550 واط، سعر اللوح تقريباً مليونين و400 ألف” مؤكدة أنه ورغم ارتفاع الأسعار مقارنة بالوضع المادي العام إلا أن ألواح الطاقة المتجددة تلقى رواجاً وإقبالاً على تركيبها، خصوصاً مع ازدياد حجم الاعتماد على الطاقة الشمسية بمختلف المجالات سواء على صعيد منزلي أو صناعي أو خدمي وذلك بسبب واقع الكهرباء الحالي.
فيما يرى مدير التطوير في مؤسسة جنيد للطاقة البديلة زهير كعدان لـ “داما بوست” أنه لا يمكن أن نقول عن النسبة الشرائية عالية وهذا يختلف بحسب التواجد والمكان والمنطقة السكنية، فمثلاً في مدينة جرمانا النسبة الممكنة لتركيب الطاقة البديلة فيها قد تكون مرة واحدة فقط بالأسبوع، لأن القدرة الشرائية سيئة، ولا توجد علاقة بين ارتفاع أسعار البدائل مع ارتفاع سعر الصرف فالسبب الرئيسي يعود لتحكم التّجار بالأسعار، ويصل سعر المجموعة الكاملة وهي عشر ألواح مع نظام 48 و4 بطاريات مع التمديدات والتركيب لتوليد الاحتياجات الأساسية بالبيت كأي بيت في بلد آخر يحتاج إلى كهرباء وإنارة إلى 36000000 مليون”.
أيهما أفضل “الأمبيرات” أم ألواح الطاقة:
ومع تزايد وتيرة انتشار “الأمبيرات” وهي المولدات الكهربائية التي تعمل على المحروقات، ويشترك فيها سكان العديد من المناطق، يوضح المهندس المختص في الطاقة البديلة “إياد خليل” الفرق والجدوى بينها وبين ألواح الطاقة، مؤكداً لـ “داما بوست” أن الألواح تعمل بضوء الشمس أما الأمبيرات تحتاج للوقود النفطي المستورد وغير المتوفر دائماً، فيما ألواح الطاقة لا تنتج تلوثاً للبيئة بعكس المولدات التي تعمل على الوقود، وتصل مدة صلاحية عمل الألواح 25إلى سنة دون الحاجة إلى صيانة وإصلاح بعكس مولدات الأمبيرات، وهناك شروط لطرح الألواح الشمسية في الأسواق وأهمها يجب أن تمر على مركز بحوث الطاقة للتأكد من المطابقة”.
وأضاف خليل.. “قيمة تركيب الطاقة الشمسية في سورية حالياً شهدت ارتفاعاً كبيراً في ظل توجه معظم السوريين للاعتماد على الطاقة البديلة، وسط انقطاع التيار الكهربائي لساعاتٍ طويلة في الآونة الأخيرة، وتكلفتها متغيرة حسب تغير سعر صرف القطع الأجنبي وتعتبر عالية مقارنة بدخل المواطن ورخص سعر الكهرباء الحكومية، فمثلاً، منظومة ألواح تولد 3 كيلو واط ساعي، تكفي لتشغيل الحاجات الأساسية في البيت بدون مكيفات وتسخين مياه، تكلف 25 مليون ليرة”.
ولفت خليل وهو مشرف على مشاريع الطاقة الخاصة في محافظة طرطوس، إلى استفادة الحكومة من أي مشروع طاقة خاص وذلك بتخفيف الضغط على طلب الكهرباء من محطات التوليد الرئيسية وتوفير استخدام الوقود النفطي، وكانت قد أعلنت هيئة الاستثمار في 17/7/2023 عن منح إجازة استثمار لمشروع صناعة ألواح الطاقة الشمسية البديلة في المدينة الصناعية بعدرا بتكلفة تقديرية تتجاوز 81 مليار ليرة سورية وبطاقة إنتاجية تصل إلى 150000 لوح سنوياً.
وفي الخلاصة، يمكن القول إن هذه الحلول ترافقت مع تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد بشكلٍ غير مسبوق، بإضافة إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد في الأسواق المحلية مع بقاء سعر صرف الليرة السورية منخفضة أمام الدولار، وبهذا تكون النسبة الأكبر من السوريين عاجزاً عن الاستفادة من بدائل الطاقة وغيرها، رغم إطلاق الكثير من القروض والمحاولات لتسهيل إمكانية شراء وتركيب منظومات الطاقة، إلا أنها ما زالت غير رائجة نظراً لعدم قدرة محدودي الدخل على تحمل تكاليف المزيد من الأعباء على رواتبهم التي لم تعد تكفي شيئاً في الأصل.