وزارة الدفاع السورية وخلايا “داعش” في ريف دمشق: استراتيجية وتحديات
رغم الخسارة الكبيرة للأراضي التي كان يسيطر عليها، لا يزال تنظيم “داعش” يمثل تهديدًا أمنيًا كبيرًا من خلال خلاياه المنتشرة في سوريا والعراق. في حين يواصل التحالف الدولي مكافحة التنظيم بالتعاون مع “جيش سوريا الحرة” و”قوات سوريا الديمقراطية”، أصبحت وزارة الدفاع السورية الجديدة تتولى هذه المهمة أيضًا بعد سقوط النظام قبل أكثر من سبعة أشهر.
طرد عناصر “داعش” من تلول الصفا
أعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الأربعاء، نجاحها في طرد عناصر تنظيم “داعش” من منطقة تلول الصفا بالبادية السورية بريف دمشق الشرقي. جاءت هذه العملية العسكرية التي نفذتها “الفرقة 70” بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة حول تحركات لعناصر التنظيم. وقد قامت القوات بهجوم مباشر على الأوكار التي كان يتحصن بها المسلحون، مما أدى إلى إبعادهم من المنطقة وإنهاء وجودهم فيها.
أكدت الوزارة أن أعمال التمشيط انتهت بالكامل، وأن وحدات الجيش تعمل حاليًا على مراقبة المنطقة لمنع أي محاولات تسلل أو عودة لعناصر التنظيم. كانت منطقة تلول الصفا تعد من أبرز الجيوب التي لجأ إليها تنظيم “داعش” في البادية السورية منذ عام 2014، مستفيدًا من تضاريسها الوعرة واتساعها الصحراوي.
استراتيجية وزارة الدفاع لمكافحة التنظيم
تعمل قوى الأمن والجيش على ملاحقة خلايا “داعش” في مختلف المناطق السورية. وقد تمكنت مؤخرًا من القبض على خلية في مدينة بنش بإدلب، وأخرى في ريف دمشق كانت على صلة بالتفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدمشق في يونيو الماضي.
في ظل المخاوف من إعادة “داعش” لتنظيم نفسه وتوسيع نفوذه بعد سقوط النظام، خاصة مع عدم إحكام السيطرة الأمنية وضعف القدرات الاستخباراتية، أفاد مسؤول عسكري من وزارة الدفاع لـ “الحل نت” أنه تم إنشاء وحدة خاصة لمتابعة نشاط التنظيم في سوريا. تعمل هذه الوحدة بسرية تامة في كامل الأراضي السورية وتتابع تحركات خلايا التنظيم، ومن المتوقع تطوير عملها في الأشهر المقبلة.
التحديات المستمرة
تُعتبر البادية السورية، وخاصة الحدود السورية العراقية، المعقل الأبرز لخلايا تنظيم “داعش” في سوريا بعد هزيمته في شمال وشرق البلاد. كما تتواجد خلايا نائمة للتنظيم في الداخل السوري، حيث بات يعتمد على التنظيم اللامركزي في تنفيذ عملياته، مما يصعّب مهمة القضاء عليه بشكل كامل.
لا يقتصر خطر التنظيم على الداخل السوري فقط، بل يمتد ليشمل محاولاته لإعادة ترتيب أوراقه خارج البلاد، كما يتضح من إعلان وزارة الداخلية الماليزية عن تفكيك شبكة مرتبطة بتنظيم “داعش” كانت تعمل على تمويل عملياته في سوريا وبنغلاديش وتجنيد مقيمين على أراضيها.
إقرأ ايضاً: الأمن الداخلي: فصل 200 عنصر في درعا على خلفية تجاوزات وانتهاكات سلوكية
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب