دمشق تعد خطة لترحيل المقاتلين الأجانب: ملف حرج يعرقل تطبيع سوريا وأمن المنطقة
كشفت مصادر مقربة من قيادات عسكرية سورية عن إعداد الإدارة السورية في دمشق خطة شاملة لـ ترحيل المقاتلين الأجانب خارج البلاد. هذه الخطوة تأتي في ظل تزايد المخاوف الداخلية والدولية من بقاء هؤلاء المقاتلين، الذين يشكلون عقبة رئيسية أمام استقرار سوريا.
إقرأ أيضاً: لبنان: دخول 150 مقاتلاً أجنبيًا عبر معبر تلكلخ وسط تحذيرات من نشاط إرهابي منسّق
تفاصيل الخطة: إغراءات مالية ووجهات أفريقية
وفقاً لمصدر فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ”إرم نيوز”، تتضمن خطة ترحيل المقاتلين الأجانب تقديم إغراءات مالية وتوفير بؤر جذب لهم في عدة دول، بعضها يقع في أفريقيا. هذه المبادرة تأتي عقب خطوات سابقة أعلنت عنها الإدارة السورية لدمج عدد من هؤلاء المقاتلين في الجيش السوري الجديد وإعادة ترتيب أوضاعهم، في محاولة لمعالجة هذا الملف الشائك.
إقرأ أيضاً: الفرقة 84 قوات خاصة تعرف على هيكلية المقاتلين الأجانب في الجيش السوري
ملف المقاتلين الأجانب: عقبة داخلية وخارجية
وبحسب موقع “إرم نيوز”، يمثل ملف المقاتلين الأجانب في سوريا أحد أبرز العقبات أمام الإدارة السورية، داخلياً وخارجياً. فداخلياً، تتزايد المطالبات بمعالجة هذا الملف في ظل تقارير تتحدث عن خروج هؤلاء المقاتلين عن سيطرة الحكومة، وإقدامهم على تنفيذ عمليات مداهمة واستيلاء على ممتلكات تعود إلى الأقليات في سوريا، لا سيما في دمشق ومدن الساحل.
وخارجياً، يتصدر هذا الملف أولويات الدول الغربية في مقاربتها للعلاقة مع دمشق، ويُعد شرطاً أساسياً لأي تقدم في ملف تطبيع سوريا مع “إسرائيل”.
إقرأ أيضا: سوريا ليست مزرعة.. انتقادات تطال أحمد الشرع عقب زيارته تركيا ودول الخليج
العدد والنوعية: خطورة المقاتلين الأجانب
يشكل المقاتلون الأجانب عنصراً وازناً في البنية الأمنية والعسكرية لـسوريا ما بعد الأسد. ووفقاً للتقديرات الغربية، يتراوح عددهم بين 10 و12 ألف مقاتل، أي ما يعادل نحو 10 إلى 20% من إجمالي القوات في سوريا في أواخر عام 2024.
لا تكمن خطورة هذه النسبة في العدد فقط، بل في البعد النوعي لهؤلاء المقاتلين، فهم يتمتعون بخلفية عقائدية أكثر تطرفاً مقارنة بنظرائهم السوريين، ويشكلون نخبة قتالية مخضرمة، حيث أمضى معظمهم قرابة عقد من الزمن في ساحات المعارك السورية. وقد حافظ هؤلاء المقاتلون على تماسكهم الاجتماعي والتنظيمي، في حين لا تزال الانقسامات المناطقية والقبلية حاضرة بقوة حتى داخل بعض التشكيلات السورية.
إقرأ أيضاً: دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد: ضوء أخضر أميركي أم استثمار استراتيجي؟
مخاوف دولية من تكرار التجربة القتالية
تتعدد المخاوف الدولية من بقاء المقاتلين الأجانب في سوريا، فالتنظيمات التي ينتمون إليها، بخلفياتها العقائدية المتطرفة، قد تسعى إلى تكرار تجربتها القتالية في بلدان أخرى، بما في ذلك بلدانهم الأصلية في آسيا، وأوروبا، وشمال أفريقيا.
هذا ما يجعل ملف أمن سوريا بعد الأسد وترحيل هؤلاء المقاتلين ضرورة إقليمية ودولية ملحة لضمان الاستقرار ومنع انتشار التهديدات الإرهابية.
إقرأ أيضاً: الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا: من الجهاد إلى التكيّف العسكري