داما بوست | الهام عبيد
أعلن مجلس منبج العسكري التابع لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أمس الأحد، عن مقتل 3 عناصر بينهم قيادي، في ريف حلب الشرقي، إثر انفجار لغم بالسيارة التي تقلّهم.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، سابقاً قُتل عنصر في صفوف “قسد” جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة في بلدة العريمة غرب مدينة منبج، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى.
ومع تزايد وتيرة الاغتيالات والتفجيرات التي تطال عناصر قسد ومتزعمي مجموعاتها، باتت قسد محاصرة بأعداء الداخل بسبب سياساتها الممنهجة، ابتداء بالتجنيد القسري وصولاً إلى سرقة قمح ونفط الجزيرة، وليس انتهاءً بتحويل مناطق سيطرتها إلى أرض محروقة بينها وبين التركي عدو الخارج، وحالة العداء بدأت تظهر للعلن عبر تنظيم الاحتجاجات ضدها من المدنيين، على خلاف السنوات الماضية.
ويرجع عضو المكتب السياسي بالحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد لــ “داما بوست” أن انعدام الأمان الذي تعيشه “قسد” اليوم لأسباب عدة أهمها، تحوّل المنطقة الشمالية الشرقية من “اتفاق مؤقت” بين موسكو وواشنطن عن طريق الخط الساخن للتنسيق، إلى خط مضطرب لا اتفاق عليه، وسط المناورات السورية الروسية الجديدة، يقابلها الحشود العسكرية الأمريكية الإضافية، ما يعني انهيار الاتفاقات السابقة وانهيار الفصائل الكردية المسلحة معها ومنها “قسد”.
وأضاف الأحمد إن “قسد كبنية هي تجميع لأحزاب وقيادات كردية وعشائر عربية، وهذه التركيبة لن تعود كما كانت بالسباق سيما أنها خاضعة لتجاذبات سياسية كلما تحوّلت ستنعكس سلباً عليها، كحال الفصائل المسلحة في المنطقة الشمالية الغربية، وهو ما نراه اليوم عبر الاغتيالات وعمليات التصفية التي تحدث في صفوفها”، لافتاً إلى أنها قد تكون بداية النهاية وستصبح المنطقة “أكثر سخونة خلال الايام القادمة”.
وحول طرق “قسد” لباب دمشق عندما تُحشر في الزاوية، يرى الأحمد أن “التوصل إلى اتفاق نهائي بين دمشق و “قسد” أمر صعب ومنافي للواقع لمن يجيد قراءته، سيما أنه قرار على تلك الميليشيات اتخاذه بعيداً عن عمالتها مع الأمريكي، وهو ما لا تجيده قيادات دون أخرى” في إشارة منه إلى إمكانية عودة بعض قيادات الأحزاب الكردية إلى طاولة الحوار، مؤكداً أن الدولة السورية لا تنفك عن فتح باب الحوار الوطني لكل من يدرك أن الأمريكي محتل والعمالة معه جريمة.