داما بوست | إلهام عبيد
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن “خطة سرية” تسعى حكومة الاحتلال تنفيذها مع واشنطن، تهدف لربط الخليج مباشرة بموانئ الكيان الإسرائيلي عبر جسر بري دائم بينها وبين الإمارات والسعودية والأردن، ويوسع لاحقاً للبحرين وعُمان.
وبحسب الصحيفة العبرية، سيتم تخصيص الجسر لتصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا عبر “إسرائيل”، مع تقليل تكاليف النقل والوقت بشكل كبير مقارنة بالوضع الحالي، إضافة إلى التنقل السياحي لاحقاً.
ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة خارجية الاحتلال والحكومة الأمريكية، يقدر تقليص الوقت من عدة أسابيع إلى يومين أو ثلاثة، وتوفير ما يصل إلى 20% من تكاليف الشحن، عبر شاحنة وسائق واحد من دبي إلى ميناء حيفا مثلاً، مدعياً أنها ستجتاز الإجراءات “البيروقراطية” لقناة السويس المتمثلة باستبدال السائق ولوحات الترخيص والانتظار الطويل، وستؤثر سلباً عليها بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية.
ويؤكد الباحث المصري المختص في الشؤون الفلسطينية – الإسرائيلية أحمد فؤاد أنور لــ “داما بوست” أن “المشروع الجيوسياسي خطير في حال تنفيذه، لكن بإسقاطه على أرض الواقع يتحول إلى فرقعة إعلامية حسب المعطيات التي تحيطه”.
ويرى أنور أن “النقل البري عبر حدود أكثر من دولة تعترضه معوقات كثيرة، كونه ينقل أحجاماً أقل بكثير من النقل البحري مقارنة بحمولات السفن العملاقة، وبالتالي فلن تكون تكلفته منخفضة إذا ما وزعت على الوزن الإجمالي”.
وعن فشل المشروع من البعد السياسي يبين الباحث المصري أن “الأحداث الأمنية الأخيرة جنوب وشمال ووسط مستوطنات الكيان الإسرائيلي، لن تترك مسار نقل دون منغصات، فعلى سبيل المثال شُلت التجارة والحركة مطار” بن غوريون” نتيجة احتجاجات المستوطنين الإسرائيلين التي امتدت لأسابيع عدة نتيجة سياسات حكومة “نتنياهو” المرفوضة”.
وأضاف.. “حتى العلاقات الخليجية الإسرائيلية ليست في الأوج، بدليل تأجيل منتدى “النقب” الدولي لهذا العام، والذي من المفترض أن يضم وزراء الخارجية الأمريكي و”الإسرائيلي” والمصري والمغربي والإماراتي والبحريني في الرباط، بسبب انتهاكات الكيان الإسرائيلي للمقدسات عموماً والحرم القدسي خصوصاً، واجتياح جنين الأخير”.
وعن الإسناد الأمريكي للمشروع أشار أنور إلى وجود “اشتباكات لفظية بين “بايدن” و”نتنياهو” عقب رفض الأخير دعوة واشنطن للتراجع عن التعديلات القضائية التي يسعى إليها، قائلاً إنه سيتخذ قراراته دون ضغوط من الخارج”.
وأكد أنور أن الكشف عن المشروع يهدف “لضرب المشاريع القومية المصرية، منها مشروع تحويل ميناء العريش إلى الأعمق في العالم، ومشروع خط القطار الكهربائي السريع، الذي يربط بين ساحلي البحر الأحمر والمتوسط، والذي يمضي قدماً بشكل مخطط وفعّال، إضافة إلى نجاح مصر من القضاء على الإرهاب في شمال سيناء، كلها عوامل دفعت الكيان لإطلاق ترهات من شأنها تعطيل المشاريع المصرية، أما عن قناة السويس فبرأيه “خرجت من المنافسة”.
وليست المرة الأولى التي يعلن فيها الكيان الإسرائيلي عن طرق بديلة لقناة السويس، ففي عام 2021 عمل على إنشاء مشروع “عسقلان” بطول 254 كيلومتراً من البحر الأحمر إلى الأبيض المتوسط، ويوفر طريقاً موازياً لقناة السويس عبر شبكة خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز إلى المنطقة، ومناطق كثيرة في أوروبا وآسيا، وعليه تعمل مصر دائماً على تقديم حوافز ومشاريع وخدمات جديدة، حتى تكون قناة السويس أفضل من أي طرق أخرى، كشراكتها مع الصين في طريق الحرير عبر الطريق البري.