لبنان يستعد لإعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين وسط تقليص دعم الأمم المتحدة

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني ورئيس اللجنة الوزارية المكلفة بملف اللاجئين السوريين، طارق متري، أن اللجنة أتمت إعداد خطة شاملة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على مراحل، وستعرض قريبا على مجلس الوزراء للموافقة والمباشرة بالتنفيذ.

وفي تصريح لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 8 حزيران، أوضح متري أن المرحلة الأولى من عمليات العودة ستنطلق قبل بداية العام الدراسي في أيلول 2025، مرجّحا أن تشمل ما بين 200 إلى 300 ألف لاجئ، بحسب مدى فاعلية الخطة وأضاف أن عدداً من اللاجئين بدأوا بالعودة طوعا إلى سوريا لأسباب متنوعة، رغم غياب أرقام دقيقة حول حجم هذه العودة.

وأشار إلى أن استطلاعًا للرأي أجرته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان، كشف عن وجود رغبة كبيرة لدى نسبة واسعة من اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم. كما لفت إلى أن الحكومة السورية الانتقالية، لا تمانع عودة اللاجئين، رغم بعض التحفظات المرتبطة بالوضع المعيشي والسكني، ما يجعل العودة الطوعية قابلة للتحقيق، ولكن على مراحل.

ووفق متري، ستُنفذ خطة العودة عبر مسارين: الأول منظم، يتضمن تسجيل أسماء الراغبين وتأمين حافلات تقلّهم إلى الداخل السوري، مع تقديم مبلغ 100 دولار لكل عائد؛ والثاني غير منظم، يتيح للاجئ ترتيب مغادرته بنفسه مع الحصول على المبلغ ذاته. كما أشار إلى أن الأمن العام اللبناني سيعفي المغادرين من الغرامات الناتجة عن انتهاء صلاحية الإقامة، شرط عدم العودة مجددًا إلى لبنان.

وشدّد متري على أن الترحيل القسري الجماعي “غير مطروح إطلاقًا”، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية تلقت وعودًا من جهات مانحة ودول صديقة بتقديم دعم للعائدين داخل سوريا، بهدف تأمين استقرارهم ومنع عودتهم غير الشرعية إلى لبنان.

تراجع حاد في دعم مفوضية اللاجئين

في سياق متصل، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان عن خطط لوقف عدد من برامج الدعم الأساسية بسبب أزمة تمويل حادة وأكدت المتحدثة باسم المفوضية، ليزا أبو خالد، أن المفوضية ستتوقف عن تغطية تكاليف الاستشفاء للاجئين بشكل كامل مع نهاية عام 2025، بعد أن أوقفت فعليا خدمات الرعاية الصحية الأولية، ما سيؤثر على نحو 80 ألف لاجئ.

كما أوضحت أن المساعدات النقدية شهدت تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت نسبة الوصول إلى المستفيدين بمعدل 65% منذ بداية العام، ما أجبر المفوضية على قطع الدعم عن نحو 350 ألف لاجئ، فيما لا يزال مصير 200 ألف آخرين معلّقا بانتظار توفر التمويل اللازم بعد أيلول.

إلى جانب ذلك، ستُنهي المفوضية برامج الدعم التعليمي بحلول تموز 2025، بما يشمل التعليم غير النظامي ومحو الأمية، مما سيؤثر على قرابة 15 ألف طفل كما ستتقلص القوى العاملة في المفوضية بنسبة تصل إلى 30% خلال عام 2025، ما يعني خسارة أكثر من 150 موظفاً.

 

اقرأ أيضاً: عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من الأردن عبر معبر نصيب في درعا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.