داما بوست-خاص| بعد 248 يوماً من الحرب المتوحشة الصهيو أمريكية على قطاع غزة، تنتهي ما تسمى حكومة الوحدة والطوارئ برئاسة بنيامين نتنياهو بعد استقالة الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت
غانتس وايزنكوت كانا بمثابة ورقة توت لنتنياهو وحكومته ومع سقوطها تكتمل دائرة الفشل الصهيوني في الحرب على غزة.
واتهم غانتس وآيزنكوت، الشريكان في حزب “معسكر الدولة” نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة، كما اتهماه بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، ولا سيما القضاء على المقاومة وإستعادة الأسرى.
لا شك أن استقالة غانتس وآيزنكوت سيدفع نتنياهو إلى حل مجلس وزراء الحرب، فهي بمثابة زلزال سياسي داخل حكومة “اليمين المتطرف”، حتى بعد تحرير “إسرائيل” 4 رهائن في مخيم النصيرات، وارتكابها مجزرة مروعة.
الاستقالة تراكم الفشل الصهيوني ولا ريب أنها ستُحدث إرباكاً كبيراً في الداخل الإسرائيلي، وستؤدي إلى مزيد من العزلة والتضييق على نتنياهو وحكومة حربه.
الصهيوني غانتس يمتلك خلفية عسكرية عميقة، وبالتالي فإنه حين يقدم استقالته لأسباب مرتبطة بالفشل العسكري في حرب غزة، سيقدم ذلك قرينة قوية وحاسمة للمجتمع الإسرائيلي والتيارات السياسية الإسرائيلية، على الفشل الذريع لآلة الحرب الإسرائيلية في حرب غزة، وأن إسرائيل لن تقطف ثمار هذه الحرب، وبالتالي يجب إتمام صفقة الهدنة، وتبادل الأسرى ووقف الحرب على القطاع المنكوب.
جملة الاستقالات التي طالت ثلاثة من أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت وحيلي تروبير تعد ضربة قاصمة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وإقرار بهزيمة مرتقبة لجيش الاحتلال في قطاع غزة، ودليل على أن صبر الشعب الفلسطيني على البلوى والجرائم والقصف والإبادة، واستراتيجية مقاومته الناجحة في مواجهة جنود الاحتلال وآلته العسكرية، بدأت تؤتي ثمارها في الميدان العسكري والسياسي.
جملة الاستقالات تأتي في وقت حساس للكيان الصهيوني، وبكل تأكيد وجهت ضربة جديدة وقاصمة لنتنياهو الذي يريد مواصلة المجازر والإبادة الجماعية في غزة، وفيها إقرار مسبق بهزيمة آلة الحرب الاجرامية في قطاع غزة.
هزيمة جيش الاحتلال في غزة واضحة، فهو يغرق في رمال المقاومة المتحركة ولو لمس الأمريكي بصيص انتصار فيها لما أفسح المجال لـ غانتس بالاستقالة، وهو يعلم أن الاستقالات على الصعيد الميداني ستنعكس فشلاً وسلبا على معنويات جيش الاحتلال التي انكسرت شوكته على صلابة المقاومة .
ما قام به غانتس ، سيقود لاستقالات كبيرة وتراجع لروح القتال لدى العدو الصهيوني، وذلك بالتزامن مع إحباط يتراكم ومعارضة داخلية تلعب على وتر فشل نتنياهو، ما يعني انقسام وهزيمة وسقوط للردع وعزلة دولية وتهديد وجودي حقيقي للكيان الصهيوني الذي وضع على قائمة العار بسبب جرائمه في غزة.
الاستقالة تؤكد على وجود تصدع داخل قيادات الاحتلال خاصه فيما يتعلق باستمرارية العدوان على غزة وأهدافه، وفيما يتعلق بالفشل العسكري الميداني وكذلك في عدم الاتفاق على ما يسمى باليوم التالي لانتهاء العدوان ومصير قطاع غزة.
الاستقالة، ستقود نتنياهو لتفكيك مجلس الحرب، خاصة أن بن غفير يطالب بضمه له، ما يعني المزيد من الإرباك في الكيان المأزوم، واستمرار اهتزاز حكومة الاحتلال وترنحها الداخلي وتصدرع جدرانها العسكرية والسياسية، بمطرقة المقاومة الحديدية.