جرائم الـ “جندرما” مستمرة.. مدنيون يغامرون للعبور إلى تركيا هرباً من تسلط الفصائل شمال غرب سوريا

محاولات العبور إلى الأراضي التركية من قبل السوريين ما تزال مستمرة رغم المخاطر الكبيرة التي تشهدها المناطق القريبة من الحدود، والتي تنقسم بشكل رئيسي بين قيام المهربين بتسليم الأفراد إلى قوات حرس الحدود التركية “جندرما”، أو قيام الأخيرة بالتعامل مع محاولات العبور بالعنف المفرط الذي يصل حد إطلاق النار بشكل مباشر ودون سابق إنذار، ما يتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا بين الراعبين بالعبور.

تقول مصادر أهلية في مناطق شمال غرب سوريا، أن عمليات التهريب باتت مرتفعة التكلفة، وهي تتراوح بين 500-1500 دولار أمريكي عن كل شخص، وغالبا ما تنتهي محاولات اجتياز الشريط الحدودي بصورة غير شرعية بالوقوع في قبضة قوات حرس الحدود التركي التي تعرف باسم “جندرما”، والتي تعمل على التعرض بالعنف للمدنيين قبل أن تسلمهم لما يعرف بـ “الشرطة العسكرية”، التابعة لفصيل “الجيش الوطني”، المشكل بأوامر تركية في شمال غرب سوريا، أو تقوم بتركهم في العراء بعد الاعتداء الجسدي العنيف عليهم.

 جرائم متكررة

شهد يوم الخميس اعتداء الـ “جندرما”، على مجموعة مؤلفة من 35 شخصا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وبحسب المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، من مصادر أهلية في مناطق شمال غرب محافظة حلب، فقد تعرض عدد كبير من المجموعة لكسور متعددة في الساق والأيدي بما في ذلك سبعة من النساء، وذلك قبل أن تقوم “جندرما”، بتسليم المجموعة لـفصيل “الشرطة العسكرية”، الذي قام بدوره باعتقال المجموعة رغم الحالة الصحية السيئة وفرض غرامة مالية بمقدار 500 ليرة تركية عن كل شخص بما في ذلك الأطفال، وعلى إثر تدهور الحالة الصحية للمصابين تم نقلهم من قرية “الحمام”، الواقعة إلى الغرب من ناحية “جنديرس”، حيث وقعت الجريمة، إلى مشفى ميداني تابع للفصائل المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي في مدينة عفرين.

تشير المصادر إلى مطلع الأسبوع الماضي شهد جريمة أخرى نفذتها “جندرما”، بحق مجموعة من الشبان الذين كانوا يحاولون اجتياز الحدود بالقرب من بلدة “دركوش” غرب محافظة إدلب، حيث انتشل سكان محليون جثمان شابين وتمكنوا من إنقاذ ثلاثة أخرين، ليتبين أن المجموعة تعرضت للضرب الشديد من قبل عناصر “جندرما”، قبل أن يتم رميهم في مجرى نهر العاصي بعد تعمد كسر أطرافهم السفلية،

وتقول معلومات إحصائية حصل عليها “داما بوست”، من مصادر متعددة، أن العام الماضي شهد سقوط 51 ضحية بنيران أو الاعتداء بالضرب الشديد من قبل “جندرما”، خلال محاولات العبور إلى الأراضي التركية التي تعد الخطوة الأولى بالنسبة لعدد كبير من السوريين للفرار من مناطق شمال غرب سوريا وإدلب، إلى أوروبا، فيما كانت حصيلة الإصابات خلال العام الماضي قد وصلت إلى 113 حالة، وقد سبق أن سجلت أعداد ضخمة من الضحايا خلال السنوات السابقة لذات السبب.

 المهربين.. خطر أكبر

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتم التواصل مع المهربين، الذين يعرضون خدماتهم في تأمين العبور إلى الجانب التركي بأسعار ضخمة، فالطفل لا يختلف عن الكبير من حيث سعر العبور، والمغامرة تبدأ من ثلاث احتمالات، الأول من خلال العبور الرخيص من الطرق غير المضمونة في عملية التهريب، والثانية وهي ذات أجر متوسط من خلال أنفاق أو تأمين عملية اجتياز لجدار فصل الحدود الذي أقامته تركيا منذ سنوات عبر السلالم، أما الطريقة الثالثة والتي تصل تكلفتها لـ 1500 دولار امريكي عن كل شخص، فتتم من خلال تعامل المهربين مع دوريات ومجموعات محددة من “جندرما”، حيث تسمح الأخيرة بمرور المجموعة المهربة مقابل تقاضي مبالغ مالية طائلة عن كل فرد.

يقول بعض السكان المحليون في مناطق شمال غرب سوريا، أن بعض المهربين يتعمدون ترك زبائنهم أمام نيران الجندرما والفرار من المكان، حيث أنه لم يسبق أن تعرض أي من المهربين للاعتداء من قبل قوات حرس الحدود التركية، إذ يختفي المهرب بشكل مفاجئ تاركاً المجموعة أمام مواجهة مصيرها بشكل منفرد، ما يشير لتعمده لسوقهم نحو النقاط التي تتمركز فيها دوريات أو مخافر “جندرما”.

وبرغم المخاطر الكبيرة، فإن تعداد كبير من المدنيين الذين علقوا في مناطق عفرين منذ أن سيطرت عليها قوات النظام التركي في آذار من العام 2018، تحاول الفرار نحو الأراضي التركية في ظل منع الفصائل المسلحة عبورهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، وفي ظل استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، والتضييق على العوائل التي لا يوجد أي فرد منها منتسباً للتنظيمات المسلحة، يبدو خيار المغامرة باجتياز الحدود حاضراً بقوة في حسابات من يبحثون عن الخلاص من سطوة الفصائل المسلحة المتشددة ومن خلفها قوات الاحتلال التركي.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...