داما بوست-خاص| حملت “الجنرال فرانك” نوايا أمريكا لبناء الميناء المؤقت في غزة والتي وصفها كثير من المراقبين والمحللين بأنها نوايا خبيثة هدفها تمكين الكيان الصهيوني من عامل الوقت، وفتح باب للتهجير القسري لأبناء غزة نحو شتات جديد، ونوايا أخرى كثيرة تذهب باتجاه خدمة الكيان الصهيوني وتحقيق انتصار لصالحه بعد الهزائم الميدانية التي تلقاها على أيدي المقاومين في غزة.
الولايات المتحدة، أعلنت عن إرسال أول سفينة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عن طريق البحر، وهذا سلوك أمريكي واضح في التماهي مع الكيان الصهيوني لخدمه مصالحه في المنطقة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن سفينة الدعم اللوجستي “الجنرال فرانك إس بيسون” التابعة للجيش الأمريكي غادرت قاعدة لانجلي-يوستيس المشتركة في ولاية فرجينيا “بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر”.
السرعة في التنفيذ توضح النوايا الأمريكية التي بدون أدنى شك ليس لها أي أهداف إنسانية، بل ظاهرها إنساني وباطنها الأوحد العمل على تنفيذ الأجندات الصهيونية في غزة، وبالتالي خدمة أهداف الغرب والولايات المتحدة.
“الجنرال فرانك” تحمل المعدات الأولى لإنشاء ميناء مؤقت
وجاء في البيان أن السفينة “تحمل المعدات الأولى لإنشاء ميناء مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية، حسب الزعم الأمريكي، مع أن الولايات المتحدة قادرة على تقديم الدعم الإنساني لغزة بطرق كثيرة وليس بهذه الطريقة المريبة التي لا يمكن حتى للصغار تصديقها أنها من باب الإنسانية التي تخترق واشنطن قواعدها في كل يوم آلاف المرات.
وكان الرئيس الأمريكي، أعلن الخميس الماضي، في خطاب أن جيش بلاده سيبني ميناء مؤقتاً على ساحل القطاع، لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية، وكلان بايدن مردود عليه وقد ناقضه اليوم بحديثه عن عدم وجود أي خطوط حمراء في دعم الكيان الصهيوني.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن بناء الميناء سيستغرق مدة قد تصل إلى 60 يوماً وسيشارك فيه أكثر من ألف جندي أمريكي، ولن تشمل هذه الخطة نشر أي قوات أمريكية في القطاع، وما يبعث على القلق هو أن ترمي واشنطن من هذه الخطوة خلق وجود احتلالي أمريكي في غزة، وهذا أمر خطير جداً لو حدث.
وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع على شفا المجاعة، وإن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت، وهذا ما تتجاهله الولايات المتحدة التي تدعي الإنسانية وسعيها لخدمة الوضع الإنساني في غزة وتقديم المساعدات لسكانها حسب زعمها.
“أوبن آرمز” تنتظر الحصول على تصريح للإبحار
وفي سياق متصل يكشف زيف التمثيلية الأمريكية، لا تزال سفينة المساعدات الإسبانية “أوبن آرمز” تنتظر الحصول على تصريح للإبحار من ميناء لارنكا القبرصي باتجاه قطاع غزة.
ويُأمل أن تتمكن السفينة “أوبن آرمز” من المغادرة وستكون هذه أول شحنة تُنقل إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص – أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت منظمة “أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تفتش حمولة “200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق ” في ميناء لارنكا.
وأشارت المنظمة الإسبانية إلى أن منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الأمريكية، التي دخلت في شراكة مع “أوبن آرمز”، لديها فرق في قطاع غزة تقوم “بإنشاء رصيف” لتفريغ الشحنة.
لكن لم تقدم منظمة “أوبن آرمز” تفاصيل عن الموقع الدقيق الذي ستُسلم فيه هذه المساعدات، ومن سيتولى توزيعها بمجرد وصولها إلى القطاع أو ضمان أمنها.
ومن غير الواضح كيف ستصل المساعدات البحرية بشكل آمن إلى القطاع، فلا يوجد في غزة ميناء فعال والمياه المحيطة بها ضحلة للغاية بحيث لا تسمح للسفن الكبيرة بالتحرك.