داما بوست- خاص -عمار ابراهيم | سجلت أسواق حمص حركة متواضعة قبيل حلول شهر رمضان، لأسباب باتت معروفة للجميع تتمثل بارتفاع أسعار السلع الغذائية والأساسية تزامناً مع ضعف القوة الشرائية للسواد الأعظم من السكان.
وسارعت الكثير من الأسر إلى شراء مستلزماتها مبكراً، قبل عدة أيام من بدء الشهر الفضيل، كل حسب قدرته المالية، وذلك خشية ارتفاع متوقع في الأسعار.
الخضار والفواكه بأسعار غير مسبوقة في أسواق حمص
وأكد معظم تجار الخضار والفواكه في عدد من أحياء مدينة حمص أن حركة الشراء في السوق لا تزال ضعيفة وفي حدودها الدنيا، ومنهم أبو عدنان (بائع خضار في حي الأرمن) الذي بين ل “داما بوست” أن: “ارتفاعاً ملحوظا ً طرأ على مختلف الأصناف وجعلها بعيدة عن منال السكان ممن أصبحوا يشترون بنصف الكيلو و “الحبّة” أحيانا ً”.
وأوضح البائع أن: “سعر كيلو البندورة يترواح ما بين 8000- 9000 ل.س،
والبطاطا 6500- 8000 ل.س والخيار 10000، أما الثوم فما تزال أسعاره تحلق ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة وتراوح سعر الكيلو ما بين 65000- 75000 ل.س، وهو ما يدفع معظم ربات البيوت إلى الشراء “بالقرص” حسب قوله.
كما وصل سعر كيلو التفاح صنف أول إلى 15 الف ليرة ، والصنف الثاني 12 ألف ليرة، والبرتقال صنف أول 8500 ليرة، والصنف الثاني 6000 ليرة، بينما سجل الفريز أعلى أسعار الفواكه ب 25 ألف ليرة، والموز البلدي 23 ألف ليرة.
وأرجع البائع انخفاض الحركة في الأسواق إلى ضعف القدرة الشرائية، التي حالت دون تمكن كثير من الأسر من شراء حاجاتها من المواد الغذائية الأساسية، وذلك رغم الانخفاض البسيط الذي سجلته أسعار بعض المواد الغذائية مؤخراً.
هذا وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية
ووصل سعر لحم الغنم المسوف نسبة دهن 50% إلى 140 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما بلغ سعر كيلو اللية 100 ألف ليرة، وكيلو لحم بقر 135 ألف ليرة.
بينما سجلت أسعار الفروج تفاوتاً بين المحال والأحياء، وبلغ متوسط سعر الكيلو المنظف 45 ألف، والجوانح 40 ألف، والفخاذ 45 ألف، والسفن 70 ألف، السودة 75 ألف، والقوانص 35 ألف، واارقبات 20 ألف.
أما الألبان والأجبان، فقد شهدت استقراراً نسبياً منذ فترة شهر تقريباً لكنها ما تزال خارج القدرة الشرائية، وفي جولة ل “داما بوست” على بعض محال بيعها في شارع الحميدية، فقد بلغ سعر كيلو اللبن 8500 ليرة، وسعر كيلو الحليب 7500 ليرة وسعر كيلو اللبنة البلدية 25 ألف ليرة، واللبنة النشاء المبسترة والمعالجة 40 ألف ليرة، واللبنة النشاء العادية 21 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة البلدية 35 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة الشلل 60 ألف ليرة.
وقال أحد الباعة في أسواق حمص إن: “استقرار أسعار هذه الأصناف لم ينعكس إيجابيا ً على حركة البيع لأسباب متعددة، يتصدرها ضعف الرواتب والأجور مقارنة بالتضحم الحاصل في الأسواق”.
بينما واصلت أسعار البيض هبوطها، حيث بلغ سعر البيضة 1800 ليرة، والطبق 50 ألف ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة للتمر الذي ترواحت أسعاره ما بين 15 ألف- 40 ألف بحسب الجودة، أما لتر الزيت النباتي وصل إلى 22 ألف ليرة يزيد أو ينقص قليلاً، لكن حركة البيع تشهد ركوداً ملموساً بحسب تأكيد أحد الباعة للأسباب ذاتها وهي ارتفاع الأسعار إلى ما يفوق القدرة الشرائية للكثير من السوريين.
خبير اقتصادي: “ارتفاع حتمي للأسعار”
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور عابد فضلية، ل”داما بوست” أن: “ارتفاع الأسعار حتمي في سوريا قبيل رمضان، رغم التحسن النسبي في قيمة الليرة، و إن ارتفاع بعض الأسعار أو مستوى الأسعار عموماً لا يرتبط فقط بسعر الدولار، وإنما بالعديد من العوامل والمسببات الأخرى، مثل رفع نسبة الضريبة على الدخل الحقيقي أو مستوى بدلات إيجارات العقارات أو ارتفاع أجور الشحن الداخلي”.
وأشار “فضيلة” إلى أنه: “من أهم أسباب ارتفاع أسعار السلع الرمضانية، هو ازدياد حجم الطلب الفعال عليها، ولكن أيضا ً هناك أسباب غير موضوعية، منها استغلال حاجة المستهلك الكبيرة للسلعة عندما يكون صائماً، وشدة الحاجة هذه تعني استعداده لشرائها بأعلى من أسعارها في الأحوال العادية، وذلك بناء على ارتفاع منفعة وبالتالي قيمة السلعة بنظر هذا المستهلك”.
وتابع الدكتور “فضيلة” أنه: “بالإشارة إلى وعد به مصرف سوريا المركزي بانخفاض الأسعار خلال الأيام المقبلة، فنحن نؤيد ما قاله لكن مع التنويه إلى أن هذا القول ليس وعداً بل توقعاً، بسبب أن المركزي ولا أية جهة أخرى تستطيع تخفيض الأسعار عموماً والسلع الرمضانية على وجه الخصوص”.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن: “من يحكم ذلك توازنات ومعطيات وظروف السوق المؤقتة والتي تتاثر حتماً بشدة الطلب على بعض أنواع السلع وبضعف الطلب على بقية الانواع نظراً لغلاء المعيشة ولضعف القوة الشرائية لمعظم المستهلكين، وبالتالي لن تنخفض أسعار السلع الرمضانية بل سترتفع لكن بنسبة أقل من نسبة الارتفاعات التي تحصل عادة قبيل وأثناء رمضان”.
وأكمل “فضيلة”: “نتفق مع المركزي بأن أسعار بعض أنواع السلع (غير الرمضانية) ستنخفض، وهي السلع المتراكمة في المستودعات ولا تتحمل فترات أطول من التخزين، ويتم التصريف غالباً في مثل هذه الحال من خلال العروض في الأسواق والمهرجانات الشعبية وعبر الانترنت وعلى واجهات المحلات تحت عنوان عروض خاصة لفترة محددة”.
واعتاد السوريون قبل كل مناسبة دينية أو اجتماعية ارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق القوة الشرائية بكثير، مع تأثير سعر صرف الليرة المستمر بالتراجع، رغم الوعود الحكومية المستمرة بالعمل على ضبط السوق وأسعاره.