توبيخ أمريكي لقادة “قسد” بسبب الهجوم على مقرات “الوطني الكردي”.. “قسد” إلى أين؟

داما بوست – خاص| عادت الخلافات بين “قوات سوريا الديمقراطية“، من جهة و”المجلس الوطني الكردي”، من جهة أخرى لتطفو على السطح معطلة الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية للدفع بمصالحة “كردية – كردية”، في مناطق شمال شرق سوريا، حيث شهد يوم فجر الأربعاء هجوماً من قبل ما يعرف باسم “الشبيبة الثورية”، المرتبطة بـ “قسد”، كأحد أذرع منظمة “حزب العمال الكردستاني”، واحداً من مقرات المجلس الوطني الكردي المقرب من حكومتي إقليم شمال العراق “كردستان”، و”الحكومة التركية”، في آن معاً، والسبب هو تحضيرات من “المجلس الوطني”، لإحياء الذكرى الـ 43 لرحيل مصطفى بارازني.
تكشف مصادر كردية خلال حديثها لـ داما بوست أن قرار قيادة “قسد”، بتكليف ما يسمى بـ “الآسايش”، بحماية المقرات التابعة لـ “المجلس الوطني الكردي” جاء بعد توبيخ شديد اللهجة من فريق وزارة الخارجية الأمريكية لقيادات “قسد”، في المستوى الأعلى بسبب التصرف الذي قامت به ما تعرف باسم “الشبيبة الثورية”، الأمر الذي وصل بالأمريكيين حد إصدار بيان إدانة للهجوم الذي نفذ، والأمر يعود لمحاولات واشنطن عبر الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” محمود المسلط، لخلق نوع من التقارب بين “قسد” والمجلس الوطني الكردي، ولأن الأخير واحدة من الأوراق التي قد تستميل بها واشنطن النظام التركي نحو عقد صفقات كبيرة فيما يخص الشمال السوري.
المعلومات تشير إلى الشبيبة الثورية بما تعنيه من كونها ذراعاً لحزب العمال الكردستاني، تنفذ كامل تحركاتها بمعرفة من قيادة “قسد”، وإن تبرأ الأخيرة من ممارسات هذا الفصيل يأتي لكونها “ذراع تنفيذ المهام القذرة”، إن صح التعبير، إذ لا تريد “قسد”، أي نوع من العلاقة مع المجلس الوطني الكردي وبالتالي الذهاب نحو اقتسام السلطة مع هذا المجلس بما يمثله من تبعية لـ “أربيل – أنقرة”، في الوقت ذاته، وأساس الخلاف بين الطرفين هو اعتراف “قسد”، ومن خلفها “الكردستاني”، بـ “عبد الله أوجلان”، المعتقل من قبل الحكومة الكردية كـ قائد قومي للكرد في كل دول وجودهم، في حين يعترف المجلس الوطني بـأن القيادة القومية للكرد هي لـ “آل البارزاني”، منذ زمن مصطفى ومن ثم نجله مسعود، وحالياً يرأسه “نيجرفان برزاني”، علماً أن مصطفى وابنه مسعود ولدا في إيران ضمن ما تسميه الأحزاب الكردية بـ “جمهورية مهاباد”، وهي المحاولة الانفصالية التي قادها الزعيم الكردي قاضي محمد في إيران عام 1946، ورغم إنها لم تستمر إلا 11 شهراً قبل أن تستعيد السلطات الإيرانية آنذاك السيطرة على المدن التي أعلنت انفصالها بقرار من طرف واحد، إلا أن القيادات الكردية اليوم مازالت تسميها بـ “جمهورية مهاباد”. بالعودة إلى الخلاف “الكردي – الكردي”، في سوريا.
قول مصادر كردية من القامشلي، أن أحزاب “المجلس الوطني الكردي”، رفضت قتال الفصائل المسلحة التي كانت تحاول السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا في شمال الحسكة، في حين فعلت ذلك “الوحدات الكردية”، آنذاك والتي تعد الذراع العسكرية لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني”، الذي شكله مجموعة من الشخصيات الكردية المعارضة للحكومة السورية وعلى رأسهم “صالح مسلم”، الذي نحي لاحقاً بقرار من “جبل قنديل”، المقر الأساس لـ “حزب العمال الكردستاني”، ومن ثم تطور الخلاف حينما أعلن المجلس الوطني مواقفه الرافضة لسياسات “قسد”، ليس من المنطلق الوطني السوري، وإنما تنفيذاً لرغبات “أربيل – أنقرة”، في عدد كبير من الملفات، وتعمق الخلاف حينما بدأت تركيا بالهجوم على عفرين الأمر الذي لم تبدي أحزاب المجلس الوطني أي رد فعل سلبي تجاه، بل وشاركت بالحضور في عفرين بعد احتلالها، وتواردت أنباء آنذاك عن مشاركة ما يسمى بـ “بيشمركة روج آفا”، الذراع العسكري لـ “المجلس”، والذي كان يتخذ من الأراضي العراقية مقراً أساسيا له، في الهجوم على عفرين ذاتها، لكن الأمر لم يثبت من قبل الأتراك ولا سواهم.
تريد الحكومة الأمريكية ومن خلال المبادرة التي يقودها “محمود المسلط”، الذي انتخب من قبل “مجلس سوريا الديمقراطية” بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من المواقف السابقة للمسلط من “قسد”، أن تعيد هيكلة العلاقات والإدارة الذاتية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وذلك من خلال التنسيق مع كامل القوى العشائرية والكردية والمسيحية، لتشكيل إدارات للمناطق، تكون نسب التمثيل فيها عادلة من وجهة النظر الأمريكية، الأمر الذي يخرج القيادات الكردية التابعة لـ “قسد” من حسابات الانفراد بالسلطة، إذ وبرغم مزاعم “قسد” المتكررة بوجود أغلبية كردية في محافظة الحسكة ككل من خلال عمليات الإحصاء التي أطلقت فيها مسمى “وافدين”، على عوائل عربية تتحدر أصولها من دير الزور أو الرقة، ومن ثم أطلقت مسمى “نازح”، على تعداد ضخم من سكان المحافظة، في محاولة لخفض نسبة العرب من سكان الحسكة، إلا ان الأمر لم يعد ينفع وفقا لتوصيف المصادر الكردية خلال حديثها لـ “داما بوست”، إذ تضيف المصادر التي تفضل عدم الكشف عن هويتها بالقول: “مبادرة محمود المسلط تعنى بالضرورة بتمثيل حقيقي للعشائر العربية في المجالس المحلية، وإدارات ما تسميه (قسد)، بـ (الأقاليم)، ما يعني بالضرورة أن سطوة (قسد) من خلال القيادات العسكرية والكردية ستنخفض، الأمر الذي يصب في مصلحة واشنطن من خلال ضمان عدم وجود قوى تعارض وجودها في المنطقة، والأمر وإن كان يبدو صعباً، إلا أنه من القضايا التي يمكن أن يتم التوافق عليها مع تركيا، وبالتالي سيحل الكثير من الخلافات بين واشنطن وأنقرة حول شمال شرق سوريا”.
الهجوم الأخير من قبل “قسد”، على مقار “المجلس الوطني”، تفسره المصادر نوعاً من التلويح بالعنف ضد المجلس في حال لم ينصع للشروط التي تريدها “قسد” وظل مستقوياً بعلاقاته مع أنقرة وأربيل، لكنه في الوقت ذاته يعد بمثابة اللعب بنار غضب واشنطن، التي تريد تجميع أكبر قدر من الأطراف في المنطقة الشرقية حول طاولتها، وبالتالي يبدو أن الخلاف الكردي – الكردي في المنطقة الشمالية من محافظة الحسكة سيكون من أخطر الصدامات التي ستواجهها “قسد” خلال المرحلة القادمة، فإغضاب واشنطن برفض التنسيق سيعني تعمد الأخيرة إضعاف قدرات “قسد” السياسية، ومعارضة المسار الذي ترسمه واشنطن لأهدافها في المنطقة الشرقية من سوريا، مستحيل الرفض من قبل قادة “قسد” الذين يلعبون دورهم الوظيفي المقرر لهم من قبل قوات الاحتلال بـ “احتراف”.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...