كيف هيمن “السنوار” على “الخطاب الإعلامي الإسرائيلي”؟
داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه
سيطرت صفقة التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الماضي، على نقاشات القنوات الإعلامية الإسرائيلية، والتي ركزت من محللين ومسؤولين وأفراد أمن سابقين، على تحليل شخصية يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، هذا ما تناولته شبكة NBC News في مقال نشرته تحت عنوان “القادة الإسرائيليون يريدون خروج السنوار على غرار عرفات”، وجاء فيه منقولاً إلى العربية ما يلي:
السنوار ليس غريباً على الجمهور “الإسرائيلي”. ويدعي ميكا كوبي، الضابط السابق في الشاباك، الذي قضى ساعات مع السنوار أثناء سجنه، أنه يعرف السنوار جيدًا. قال: “قرأت عنه، ورأيته، وجلست معه، وتناولت طعامه. أنا على دراية بسلوكه.”
على صعيد آخر، تساءلت مذيعة القناة 14 عما يجب على “إسرائيل” فعله لكشف لغز السنوار، والتي قالت إنه هو من يرفض إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وردت بيتي لاهات، السجانة السابقة لسجن الشارون ورئيسة إدارة المخابرات في مصلحة السجون الإسرائيلية، بحزم قائلة: “يجب على إسرائيل أن تركز على هذا الرجل، ولا ينبغي أن تكون هناك مفاوضات”.
وفي حوار على القناة 12 حول صفقة التبادل والرد المنتظر من حركة حماس، قال مراسل الشؤون السياسية في نفس القناة “إن السنوار يتلاعب بإسرائيل.. دعونا نقول الحقيقة”، وأضاف: “نحن في حالة انتظار وهذا واضح للجميع.. السنوار يلعب بنا جميعا في هذه المرحلة”.
في السياق، كان السنوار واحداً من بين أكثر من ألف أسير تم إطلاق سراحهم في مقابل إطلاق سراح “الجندي الإسرائيلي” جلعاد شاليط في عام 2011.
سيناريو ياسر عرفات
تحدثت بعض التسريبات “الإسرائيلية”، أن حكومة الاحتلال مستعدة للسماح للزعيم العسكري لحركة حماس يحيى السنوار بالإبحار إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء حكومة حماس في غزة، حسبما صرح ستة مسؤولين إسرائيليين وكبار المستشارين لشبكة NBC News.
إن فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة “مطروحة على الطاولة” منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وفقاً لمستشار كبير آخر للحكومة الإسرائيلية.
وفكرة إرسال كبار القادة إلى المنفى، جاءت تماماً على غرار مغادرة ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت على متن سفينة قبل 42 عاماً، نشأت بعد بداية الحرب كوسيلة بديلة محتملة لإزالة قيادات حماس من غزة.
وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “لا مانع لدينا إذا غادر السنوار مثلما غادر عرفات لبنان”. وأضاف: “سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الرهائن”.
المفاوضات ورد حماس
وفي الأسبوع الماضي، التقى رئيس وزراء قطر ورؤساء المخابرات من الولايات المتحدة و”إسرائيل” ومصر في باريس لمناقشة صفقة يأملون أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب بين “إسرائيل” وحماس.
وبعد الاجتماع، نقل المصريون إطار الصفقة إلى القادة العسكريين لحماس في غزة، وتحدث القطريون إلى القادة السياسيين لحماس في الدوحة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إن حماس لديها “رد فعل إيجابي” على الشروط المقترحة للصفقة. وقدمت حماس عرضاً مضاداً بشروط محددة، كما ذكرت شبكة إن بي سي نيوز يوم الأربعاء، لكن هذا الرد لم يذكر أي شيء عن شخصية السنوار أو حكومة حماس.
وقال مصدر مطلع على اجتماع باريس وتداعياته إن “الإسرائيليين” اقترحوا على الأمريكيين أن يتم تسفير ستة من قادة حماس، بما في ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسمياً إلى حماس.
ويتضمن عرض حماس المضاد انسحاباً كاملاً للقوات “الإسرائيلية” من غزة، وهو ما رفضه نتنياهو يوم الأربعاء.
ولا تزال المفاوضات بشأن صفقة الرهائن وما سيعقب الحرب مستمرة.
حماس “لا تسمع” سوى لغة النصر
وكما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لشبكة إن بي سي نيوز، إن فكرة مغادرة قيادات حماس هي الحل السحري الذي نريده، ولكن من غير الممكن على الإطلاق أن توافق حماس على ذلك”.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر القادة الفلسطينيون والحكومات العربية بالقلق من أي مقترحات من “إسرائيل” حول كيفية حكم غزة في المستقبل، وفقًا لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين أمريكيين سابقين.
وفي المقابل، وحتى الآن، أشار مسؤولو حماس إلى أنه لن يتم إطلاق سراح أي رهائن حتى تنتهي الحرب.
الإطاحة بنتنياهو
ويشهد وسط تل أبيب، بشكل مستمر مظاهرات حاشدة للمطالبة بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وإجراء انتخابات مبكرة للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويتعرض ائتلاف نتنياهو الحاكم لانتقادات متزايدة من خصومه السياسيين بسبب تعامله مع مجريات الحرب وملف الأسرى.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر