داما بوست-متابعة:
أدق وصف يمكن أن نصف به الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أنه دونكيشوت عصره يحارب طواحين الهواء ولا يعرف شرقه من غربه ولا المكان السري لوضع الوثائق من فراش كلبه الخاص.
وأثار تقرير المحقق الخاص روبرت هار، الكثير من التساؤلات الخطيرة فيما يتعلق بذاكرة الرئيس الأمريكي بايدن، الأمر الذي استجلب رداً قوياً من بايدن المنفصل حسب التقرير عن الواقع.
ورغم معارضة هار محاكمة بايدن واتهامه بالاحتفاظ ببعض الوثائق الحكومية السرية، إلا أن المحقق الذي كان يعمل في إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، قال إن بايدن البالغ من العمر 81 عاما، في الغالب سيقدم نفسه في أي محاكمة على أنه “شيخ طاعن في السن، يحمل نوايا طيبة، ويعاني ذاكرة ضعيفة”.
وفي تقريره، وجه هار اللوم لبايدن على الاحتفاظ ببعض الوثائق السرية، وتخزينها بشكل غير مناسب، ولا آمن.
وبعد قليل من إصدار التقرير، عقد بايدن مؤتمراً صحفياً عاجلاً في البيت الأبيض، ليقول للصحفيين “ذاكرتي جيدة”.
تساؤلات حول ذاكرة الرئيس
ووجد التقرير أن ذاكرة الدونكيشوت بايدن “بدت تعاني من قصور واضح”، وهناك مئات المقتطفات في التقرير، تثير التساؤلات حول ذاكرة بايدن، ووقدرته العقلية.
في إحداها يصف التقرير مقابلة طويلة مع مارك زونيتايزر، المؤلف غير المعلن لكتاب جو بايدن، والذي قال في المقابلة، إن الرئيس يعاني لتذكر أحداث محددة، خلال فترة خدمته كنائب للرئيس الأسبق باراك أوباما.
ويقول التقرير “في مقابلته مع بي بي سي، أصبحت ذاكرة بايدن أكثر سوءا، ولم يتذكر متى كان نائباً للرئيس، ونسي في أول يوم من المقابلة متى انتهت خدمته في ذلك المنصب، ونسي في اليوم التالي، متى بدأت خدمته فيه”.
وعلى وجه الدقة يقول التقرير إن بايدن عانى في تذكر تفاصيل الخلافات في إدارة أوباما حول الجنود الأمريكيين في أفغانستان عام 2009، وكان بايدن وقتها يعارض فكرة نشر 30 ألف جندي إضافي هناك، لدعم حكومة حامد كرزاي، واقترح بايدن وقتها التوسع في العمليات الخاصة، وغارات المسيرات بدلاً عن ذلك.
يشير التقرير كذلك إلى أن بايدن لا يتذكر متى توفي نجله ذاكرا أن “لم يتذكر حتى ولو ضمن بضع سنين متى توفي نجله بو”.
وبينما ساق تقرير هار هذه الأمثلة للتدليل على تراجع ذاكرة بايدن، وقدراته العقلية، تعرض التقرير للهجوم من الديمقراطيين.
وانتقد المستشار الخاص لبايدن، ريتشارد سوبر، التقرير مطالباً هار بمراجعته مرة أخرى، فيما يختص “بذاكرة الرئيس بايدن، ليكون مناسبا لخبراتك”.
وقال سوبر إن وصف ذاكرة الرئيس لم يكن “دقيقاً ولا مناسباً” ولم يكن له محل في تقرير تابع لوزراة العدل.
وأشار سوبر أيضا إلى أن المقابلات التي أجراها هار مع بايدن جاءت بعد يوم من هجوم المقاومة على مستوطنات إسرائيلية، وأن هار نفسه كان متقبلا لفكرة أن عددا من الشهود لم يتذكروا بعض الأحداث التي وقعت قبل 15 عاماً.
حفظ الوثائق في “فراش الكلب” الخاص به
وفي التقرير جاء أن المحققين الذين زاروا منزل بايدن، في ديلاوير، أن بعض الوثائق السرية المتعلقة بأفغانستان كانت محفوظة في مرآب السيارة الذي كان غير مرتب ويبدو بحال فوضوية.
وأضاف التقرير أن الوثائق كانت “ملفوفة بالبلاستيك قرب قفص شبه منهار خاص بالكلب، وفراش الكلب، وسطل فارغ ومصباح مكسور، ويعلوها التراب”.
وقال التقرير إن “المحلفين لم يمكنهم فهم أن المكان ليس مناسباً ليقوم شخص ما بحفظ وثائق يفترض أنها سرية وهامة بالنسبة إليه”.
وبدلاً عن ذلك شكك هار في ذاكرة بايدن قائلاً إن الاكتشاف بدا “كموقع لتخزين وثائق سرية نسي صاحبها أمرها، أو أنه لا يعرف بوجودها”.
الدونكيشوت بايدن ظن أن أوباما أخطأ بخصوص أفغانستان
وبعد بداية فترة إدارة الرئيس الأسبق أوباما أصبح مقتنعا أن زيادة عدد الجنود في أفغانستان كان الحل الوحيد لإقرار الأوضاع هناك، لكن بايدن كان معارضاً لتلك الفكرة.
واعتبر بايدن نفسه وقتها “شخصية تاريخية” وحرص على كتابة مذكراته بشكل يومي والاحتفاظ بها ليقوم لاحقا بإصدارها في كتاب.
يضيف التقرير أن بايدن كان لدية دافع للاحتفاظ بالوثائق الخاصة بأفغانستان لأنه كان يرغب في إثبات أنه كان معارضا لقرار الرئيس أوباما.
التناقضات مع ترامب “المراوغ”
لكن تقرير هار ينصف بايدن في أنه سارع إلى تسليم الوثائق للمحققين بعد العثور عليها.
ويقول التقرير “سلم بايدن وثائق سرية لدار المحفوظات الوطنية، ووزارة العدل، ووافق على تفتيش عدة مواقع بينها مناول خاصة به، وتطوع لمقابلة معنا، كما تعاون مع التحقيقي بعدة أشكال”.
وذكر التقرير عدة اختلافات في تعامل بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يواجه عدة اتهامات بإعاقة جهود المحققين في تخزينه وثائق سرية بشكل غير قانوني في منزله في فلوريدا، وهي الاتهامات التي ينفيها ترامب.
هل من حق بايدن الاحتفاظ ببعض الوثائق؟
لقد احتفظ بايدن فترة طويلة بيومياته المدونة، حيث كان يكتب معلومات سرية ضمنها.
ويشير التقرير إلى أنه خلال فترة خدمته كنائب للرئيس والتي استمرت 8 سنوات، استمر سلوكه هذا حتى أنه كان يدون في يومياته، مضمون المقابلات السرية مع الرئيس، وتقارير مجلس الأمن القومي.
هذه اليوميات خرجت معه لاحقاً من البيت الأبيض، وتم اكتشافها في درج غير مغلق في قبو منزله، في ديلاوير، وفيرجينيا، وكان بايدن حسب التقرير، على غير دراية بهذه اليوميات، لكنه كان يقرأ بعضها لكاتب الكتاب الخاص به.