جريمة مقتل مراد محرز في اللاذقية: آخر كلمات قبل رحيله تهز الشارع السوري
أثارت جريمة مقتل الشاب مراد محرز (26 عاماً) صدمة واسعة في الشارع السوري عامة، وفي محافظة اللاذقية خاصةً، بعدما انتشر مقطع مصور يظهر اللحظات الأخيرة من حياته، وهو ينازع إثر إصابته بطلق ناري، مستنجدًا بوالده بكلمات شكلت ذروة الألم: “دخيلك لحقني يا بيي…”
وأكد والد الشاب في اتصال مع مراسلة موقع “سناك سوري“ صحة الفيديو، مشيرًا إلى أن ابنه قُتل مساء الاثنين إثر إطلاق نار مباشر. حاول مراد التواصل مع والده بعد إصابته، لكنه فارق الحياة دقائق قليلة بعدها.
الأب المصدوم أنهى مكالمته مع المراسلة بصوت مختنق: “الله يبارك فيكن يا بنتي”.
تفاصيل الحادثة كما ظهرت في الفيديو:
كان مراد، وهو أكبر أفراد عائلته ويعمل في أحد مقاهي حي الزراعة، عائدًا مشيًا إلى قريته اليهودية كما اعتاد دائمًا. لكن رحلته تلك كانت الأخيرة.
يظهر في المقطع وهو يردد أن شخصًا سأله عن طائفته قبل أن يطلق النار عليه. أنينه المستمر حتى انقطاع صوته وثّق جريمة تركت أثرًا لن يُنسى في ذاكرة عائلته.
عائلة مراد بين المرض والفقد:
تعيش عائلة محرز في ظروف معيشية صعبة:
1- شقيق يعاني من التوحّد
2- أم مريضة بالسرطان
3- أب يعمل سائق دراجة نارية لنقل الركاب
4- شقيق آخر يعمل بتوصيل الطلبات
وكان مراد السند الأساسي لهم جميعاً.
حتى ساعة إعداد التقرير، لم تصدر أي توضيحات رسمية من محافظة اللاذقية أو قيادة الأمن الداخلي حول الجريمة.
تدهور أمني متصاعد في اللاذقية: جرائم متتالية ذات طابع صادم:
حادثة مقتل مراد أعادت إلى الواجهة سلسلة جرائم شهدتها اللاذقية وريفها خلال الأشهر الماضية، ما أثار مخاوف جدية من تدهور الوضع الأمني وغياب الإجراءات الرادعة.
جرائم مشابهة خلال الأشهر الماضية:
قتل عامر أمّون – تموز الماضي
أُطلق عليه النار أثناء عمله في قطاف ورق العنب في ريف جبلة، ما أدى لوفاته وإصابة شقيقه.
مقتل الشقيقين محمد ومهند – حزيران الماضي
وُجدت جثتاهما في مفرق “حلة عارا” بينما كانا يعملان بجمع أوراق الغار؛ الضحية بلا خصومات أو خلافات.
مقتل الطفل حيدر الجردي (14 عاماً) – أيار الماضي
قُتل أثناء عودته من عمله بجمع أوراق الغار، إلى جانب ثلاثة مدنيين.
اغتيال علي منى في جبلة
شاب وحيد أسرته، قُتل أمام محله على يد مسلحين.
حوادث خطف تهز المجتمع:
شهدت اللاذقية تزايدًا في عمليات الخطف، منها:
1- اختطاف الطفل محمد حيدر من أمام مدرسته وتحريره بعد شهر دون توضيحات.
2- توثيق عشرات حالات خطف نساء، بينها حالات تعذيب واختفاء مستمر منذ شباط 2025.
تصاعد خطاب الكراهية والطائفية رغم تجريمه دستورياً:
تتزامن هذه الجرائم مع انتشار ملحوظ لخطاب الكراهية واللغة الطائفية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يثير قلقاً كبيراً لدى الأهالي.
يطالب ناشطون بضرورة محاسبة المحرضين بشكل واضح وصريح، خاصة مع غياب الردع القانوني الفعال.
قضية مقتل مراد محرز ليست حادثة فردية، بل جزء من تصاعد خطير في الجرائم والعنف في محافظة اللاذقية. وتكشف القصة المأساوية لشاب فقد حياته بلا سبب، حجم الفجوة المتزايدة بين المواطنين والسلطات، وضرورة اتخاذ إجراءات جدية للحد من الفلتان الأمني وحماية المدنيين.
إقرأ أيضاً: إضراب العلويين في سوريا: احتجاج سلمي ضد التهميش والاعتقالات والمجازر
إقرأ أيضاً: تشديد الدوام في مؤسسات الساحل السوري وسط إضراب أبناء الطائفة العلوية وخطر العقوبات