منظمات سورية تطالب بضمان عودة آمنة وكرامة لنازحي رأس العين وتل أبيض

دعت 57 منظمة مجتمع مدني سورية إلى ضمان عودة آمنة وكريمة للنازحين من منطقتي رأس العين وتل أبيض شمالي البلاد، واستعادة ممتلكاتهم المصادرة، وإدماج الانتهاكات التي شهدتها المنطقتان خلال السنوات الماضية في برامج العدالة الانتقالية، بما يضمن المساءلة وجبر الضرر وعدم تكرار الانتهاكات.

وجاءت الدعوة في بيان مشترك نشرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”  أكدت فيه أن المنطقتين شهدتا منذ عام 2019 “انتهاكات واسعة ومنهجية” من قبل القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها، شملت القتل خارج نطاق القانون، والإعدامات الميدانية، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والاستيلاء على الممتلكات، واستهداف المدنيين من مختلف المكونات القومية والدينية، بينهم الأكراد والعرب والأرمن والسريان/الآشوريون والإيزيديون والشيشان.

وبحسب تقديرات المنظمات، فإن أكثر من 85% من سكان رأس العين ما يزالون نازحين، إذ انخفض عدد السكان الأكراد من نحو 75 ألفاً إلى أقل من 50 شخصاً فقط، فيما لم يتبقَّ من الأرمن والسريان والإيزيديين سوى أعداد محدودة. وفي تل أبيض، لا تزال بضع عائلات كردية فقط تقيم في المنطقة بعد عمليات التهجير التي أعقبت سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة.

وأشار البيان إلى أن عشرات الآلاف من المهجّرين يعيشون حالياً في مخيمات ومراكز إيواء داخلية تفتقر إلى الدعم والاعتراف الأممي، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة تسييس ملف المياه، بعد أن قطعت تركيا مياه محطة علوك شرق رأس العين بشكل متكرر، ما أدى إلى حرمان نحو 800 ألف شخص في الحسكة وريفها من مياه الشرب والخدمات الصحية الأساسية.

ولفتت المنظمات إلى أن اتفاق العاشر من آذار/مارس الماضي بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تضمّن بندًا واضحًا يقضي بتأمين عودة المهجرين وضمان حمايتهم، إلا أن الأشهر السبعة التي تلت التوقيع لم تشهد أي تقدّم ملموس في تنفيذ الالتزامات المعلنة.

وطالبت المنظمات المجتمع الدولي، والحكومة السورية الانتقالية، و”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، والحكومة التركية، باتخاذ خطوات عاجلة تضمن عودة النازحين إلى منازلهم، وإزالة العقبات أمام العودة، وإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق المتضررة. كما دعت إلى استعادة الممتلكات المنهوبة، وإنشاء آليات فعالة لـ التعويض وجبر الضرر، وربط أي عملية تفاوض سياسي مقبلة بضمانات حقيقية لعودة المهجرين وتمكين السكان من إدارة شؤونهم عبر هياكل محلية منتخبة.

وطالبت المنظمات أيضًا بوقف تسييس ملف المياه وضمان تشغيل محطة علوك بانتظام، إضافة إلى دمج منطقتي رأس العين وتل أبيض في برامج إعادة الإعمار على أساس المساواة وعدم التمييز، بما يتيح عودة مستدامة وآمنة للسكان الأصليين.

ويأتي البيان في الذكرى السادسة لعملية “نبع السلام” التي شنّتها تركيا بدعم من فصائل “الجيش الوطني السوري” في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأسفرت عن تهجير أكثر من 200 ألف شخص من سكان المنطقتين، وفق تقديرات المنظمات الحقوقية.

ورغم التغيّرات السياسية التي شهدتها سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024 وتشكيل الحكومة الانتقالية وعودة ما يزيد على مليوني نازح داخلي، إلا أن مناطق رأس العين وتل أبيض وعفرين لا تزال، بحسب البيان، مغلقة أمام سكانها الأصليين، ما يجعل ملف العودة أحد أكثر الملفات تعقيدًا في مرحلة ما بعد النزاع.

اقرأ أيضاً:عقب زيارة الشيباني إلى تركيا.. الدفاع تتهم قسد بخرق وقف إطلاق النار شرق حلب

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.