جدل واسع بعد تصريحات مذيع سوري برّر خطف النساء بملابسهن

أثار مقطع فيديو للمذيع زين خضور، مقدم برنامج “اليوم أحلى” على قناة “أنا سوريا”، موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قدّم تعليقاً وُصف بأنه “يبرر الجريمة ويلوم الضحايا” في سياق حديثه عن حوادث خطف فتيات في اللاذقية وطرطوس وحمص.

ففي مقطع متداول من الحلقة، قال خضور إن بعض الفتيات اللواتي خُطفن “ينشرن صوراً شبه عارية في المجموعات”، ويظهرن “بملابس تشقّ الجسد”، مضيفاً: “لا تستغربي إذا إجوا الخاطفين عملولك فولو”. ثم تابع بتوجيه اللوم إلى الأب والأخ والمجتمع و”التساهل الأخلاقي”، في سياق حمّل فيه المسؤولية للضحايا بدل المجرمين، وكأن الخطف نتيجة “انحراف أخلاقي” لا جريمة يعاقب عليها القانون.

ردود الأفعال على المقطع كانت عاصفة، إذ امتلأت صفحات فيسبوك وإنستغرام بعشرات المنشورات التي اتهمت المذيع بتبرير الجريمة والتحريض ضد النساء، وتساءلت: “الطفل محمد قيس حيدر الذي خُطف في حمص، ماذا كان يرتدي؟”، و“روان التي تعرضت للاغتصاب، هل كانت تضع أحمر شفاه؟”، و“من يفسّر خطف الفتيات المحجبات من المدارس والشوارع؟”.
كما استُعيدت حادثة في اللاذقية حين أقدم رجل على خطف زوجة من منزلها أمام طفلها وزوجها المقعد، متسائلين: لماذا لم يُعلّق خضور على غياب التحقيقات أو دفع الفدية أو تهديد الأهالي؟

يرى منتقدو خضور أن ما قاله لا يمثل رأياً محافظاً فحسب، بل خطاباً خطيراً يعيد إنتاج سردية تبرر العنف ضد النساء، وتنقل اللوم من الجاني إلى الضحية. فبدلاً من التركيز على غياب العدالة والتحقيق والمحاسبة، ينشغل الخطاب بـ”ملابس الفتيات” و”صورهن على إنستغرام”، ليصبح الخاطف مجرد “متابع”، والجريمة “تفاعل” اجتماعي لا يستحق الإدانة.

ويشير مراقبون إلى أن خطورة المقطع لا تكمن فقط في مضمونه، بل أيضاً في سياق بثه من قناة “أنا سوريا”، التي تُعرّف نفسها كمنصة “مستقلة” تبث من بيروت عبر استديو فيزيون (مقرها قناة MTV)، وتضم عدداً من الإعلاميين الذين عملوا سابقاً في مؤسسات مرتبطة بالنظام السوري أو بوسائل إعلام ممولة من إيران، مثل ورد صباغ وحيدر مصطفى.
ويرى هؤلاء أن القناة تمثل نموذجاً “هجينا” لإعلام جديد بعد سقوط النظام، لكنه لا يزال محمّلاً بخطابات سلطوية وذكورية “معاد تدويرها”، تشرعن لوم النساء وتغيب عنها أي مساءلة للفعل الإجرامي أو لمرتكبيه.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر عن القناة أي بيان أو اعتذار رسمي، بينما واصل خضور نشر المقطع على صفحاته الشخصية دون حذفه أو التراجع عنه، ما اعتبره ناشطون “قبولاً ضمنياً” من إدارة القناة، و”جزءاً من توجهها التحريري”.

ويرى متابعون أن ما قاله خضور يتجاوز حدود الرأي الشخصي ليشكل تحريضاً مباشراً يجرّم الضحايا ويبرّئ الجناة، ويعيد إنتاج ذهنية سلطوية استخدمتها الأنظمة لتكميم أصوات النساء وتشويه صورتهن، معتبرين أن مثل هذا الخطاب، وإن جاء في قالب إعلامي “جريء”، فإنه لا يختلف في جوهره عن الخطابات التي طالما برّرت العنف ضد النساء بذريعة “الأخلاق” أو “اللباس”.

اقرأ أيضاً:ريف دمشق: 100 دولار شهرياً لكل طالب لكن بشرط!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.