تربية السويداء تحدد موعداً لامتحانات الثانوية.. ماذا عن الاعتراف الرسمي

أعلنت مديرية التربية والتعليم في محافظة السويداء، اليوم الخميس، أنها ستستأنف امتحانات الشهادة الثانوية اعتباراً من 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تمكين آلاف الطلاب الذين انقطعت امتحاناتهم بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة من إكمال عامهم الدراسي.

وذكرت المديرية، وفق ما نقل موقع السويداء 24، أن تفاصيل الامتحانات ومراكزها وآليات الإشراف ستُعلن لاحقاً، دون أن توضح ما إذا كانت الامتحانات ستجري بإشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم في العاصمة دمشق أو بترتيب محلي داخل المحافظة.

ويأتي هذا القرار بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على تأجيل الامتحانات الرسمية في المحافظة، إثر المواجهات المسلحة التي شهدتها السويداء في تموز الماضي، والتي تسببت بتعليق الامتحانات بعد أن تمكّن الطلاب من التقدم لمادة واحدة فقط.

وبحسب موقع المدن، كان 5800 طالب وطالبة قد سجلوا لتقديم امتحانات الثانوية العامة قبل التأجيل، بينهم 3095 في الفرع العلمي، و1765 في الفرع الأدبي، و1014 في الفرع المهني، توزعوا على 57 مركزًا امتحانيًا في عموم المحافظة.

غياب تعليق رسمي من وزارة التربية

حتى الآن، لم تصدر وزارة التربية والتعليم السورية أي بيان رسمي يوضح موقفها من الخطوة التي أعلنتها مديرية التربية في السويداء، أو يحدد ما إذا كانت الشهادات الصادرة عنها ستحظى باعتراف رسمي على مستوى البلاد.
ويثير هذا الغموض قلق آلاف الأسر التي تخشى تكرار تجارب سابقة عاشها طلاب من مناطق خارجة عن سلطة الحكومة المركزية خلال السنوات الماضية.

محاولات محلية لإحياء العملية التعليمية

وكانت محافظة السويداء قد أصدرت في أيلول الماضي بيانًا أكدت فيه استعدادها الكامل لتوفير الظروف الملائمة لعقد الامتحانات، مشددة على أن “حق الطالب في التعليم مقدس”، وأنها ملتزمة بتأمين بيئة آمنة وعادلة تتيح للطلاب متابعة مسيرتهم الدراسية رغم الظروف الاستثنائية.

كما نفذ عدد من الطلاب والمدرسين في مدينة شهبا وقفات احتجاجية طالبوا خلالها بتحييد التعليم عن التجاذبات السياسية، داعين الجهات المعنية إلى وضع خطة واضحة تضمن استمرار العام الدراسي وتنظيم الامتحانات في بيئة مستقرة.

مخاوف من تكرار تجربة طلاب إدلب وحلب

ويرى مراقبون أن أزمة طلاب السويداء اليوم تشبه ما واجهه طلاب إدلب وريف حلب خلال فترة سيطرة الفصائل المعارضة، حين لم تكن الحكومة المركزية تعترف بالشهادات الصادرة عن “الإنقاذ” أو “المؤقتة”، ما أجبر كثيرين على المخاطرة بالعبور إلى مناطق النظام لتقديم الامتحانات الرسمية.

ويؤكد متابعون أن على الحكومة السورية الانتقالية اليوم تجنّب تكرار هذا السيناريو، خصوصًا أن كثيرًا من كوادرها عاشوا تجربة الانقسام التعليمي في الشمال السوري، ويدركون تبعات غياب الاعتراف الرسمي على مستقبل الطلاب وفرصهم الجامعية.

خلفية الأحداث

كانت السويداء قد شهدت في تموز الماضي معارك دامية بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة من “العشائر” من جهة، وفصائل محلية من أبناء المحافظة من جهة أخرى، ما أدى إلى خروج القوات الحكومية من مركز المدينة واستمرار وجودها في مناطق محدودة من الريف الغربي والشمالي.
ومنذ ذلك الحين، توقفت معظم الدوائر الحكومية عن العمل في المحافظة، ما جعل إدارة الملفات الخدمية والتعليمية تتم بصورة شبه مستقلة عن دمشق.

ومع تحديد موعد جديد للامتحانات، يبقى سؤال الاعتراف الرسمي بالشهادات واحتمال إشراف الوزارة عليها، أحد أكثر القضايا حساسية بالنسبة للطلاب والأهالي الذين يأملون بألا يكون التعليم ضحية جديدة للانقسام السياسي والإداري في البلاد.

اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.