انفتاح سوري على موسكو.. مراجعة للاتفاقيات وملفات معقدة

خلال زيارة إلى موسكو، عبّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن أمله في أن تساند روسيا دمشق في مسار الحفاظ على وحدة البلاد وقوتها. وفي المقابل، وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة لرئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع لحضور القمة الروسية – العربية المقرر عقدها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بالعاصمة الروسية.

تأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه دمشق ملفات داخلية شائكة، بالتزامن مع تدخلات “إسرائيلية” مباشرة، وسط مؤشرات على إعادة تقييم الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، خصوصاً العسكرية منها، بما ينسجم مع استقلالية القرار السوري.

اتفاقيات مثيرة للجدل

يرى باحثون أن الاتفاقيات السورية – الروسية، خصوصاً تلك التي أبرمت في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، تمثل تحدياً أمام إعادة تفعيل العلاقات، بسبب ما يعتبرونه بنوداً مجحفة تمس السيادة الوطنية. ويشير الأكاديمي محمود الحمزة إلى أن بعض الاتفاقيات، مثل اتفاقية ميناء طرطوس، منحت موسكو امتيازات واسعة، منها الحصانة المطلقة لعناصرها ومنع السوريين من الدخول إلى القواعد الروسية أو تفتيش ما يدخل إليها.

التعاون العسكري

يقول الضابط والباحث في الشؤون العسكرية رشيد الحوراني إن التعاون العسكري بين البلدين يعود إلى ستينيات القرن الماضي، لكنه اليوم يواجه مشكلات بسبب تدمير “إسرائيل” معظم الأسلحة السورية ذات المنشأ الروسي. ويضيف أن من غير المتوقع توقيع اتفاقيات عسكرية جديدة في ظل تصاعد الدور التركي والانفتاح السوري على دول غربية، إضافة إلى البيروقراطية المعقدة التي قد تعرقل إلغاء أو تعديل الاتفاقيات القائمة.

أبعاد سياسية

الباحث علي العبدالله يرى أن الانفتاح السوري على موسكو يأتي في سياق التنافس التركي – الإسرائيلي في سوريا، وحاجة دمشق إلى موازنة علاقاتها مع قوى مؤثرة. كما يشير إلى أن الزيارة الأخيرة لموسكو جاءت بعد فترة من الجمود في العلاقات، ما قد يعكس وجود مفاوضات سابقة بين الطرفين.

أوراق ضغط روسية

يعتقد محللون أن لروسيا تأثيراً على مكونات داخلية عدة، منها العلويون والأكراد والدروز، إضافة إلى تعزيز وجودها العسكري في مناطق شمال وشرق سوريا، وهو ما يمنحها أوراق ضغط في التوازنات الداخلية.

ملفات اقتصادية

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي أسامة قاضي أن إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة سابقاً هي جزء من التفاهمات الجديدة، مرجحاً أن تشمل المفاوضات قضايا مثل مصير الرئيس السابق بشار الأسد وأمواله.

حساسية داخلية وخارجية

ورغم أن إعادة العلاقات مع موسكو قد تخدم بعض المصالح السياسية والعسكرية لدمشق، فإنها قد تثير تحفظات شعبية نتيجة الدور الروسي خلال النزاع، إضافة إلى احتمال انعكاسها على مواقف الدول الأوروبية والأميركية التي تبدي اهتماماً بالاستثمار في سوريا.

إقرأ أيضاً: بدعم من التحالف الدولي.. تشكيل عسكري جديد في السويداء ما هدف واشنطن؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.