قلق على مصير عشرات الآلاف من السوريين بعد اشتباكات أربيل
تسود حالة من القلق بين اللاجئين السوريين المقيمين في محافظة أربيل بإقليم كردستان، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة مساء أمس الثلاثاء، بين مسلحين من عشيرة الهركي وقوات البيشمركة الزيرفاني في قضاء خَبات، غرب المدينة، وسط تصعيد أمني غير مسبوق في الإقليم.
ويقدر عدد السوريين في أربيل بعشرات الآلاف، ويقيم كثير منهم في تجمعات سكنية قريبة من مناطق التوتر، ما يثير المخاوف من تعرضهم لخطر مباشر في حال اتسعت رقعة الاشتباكات أو خرجت عن السيطرة.
وقد فاقم الوضع إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، الأمر الذي ينذر بانقطاع الإمدادات وعرقلة حركة التنقل والاتصالات.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية “واع”، فإن شرارة الاشتباكات انطلقت إثر خلاف على سقي الأراضي الزراعية، بعد قيام إحدى الجهات بتحويل مجرى فرعي من نهر الزاب الكبير.
غير أن مصادر أخرى أفادت بأن التصعيد بدأ عندما حاولت قوة أمنية تنفيذ أمر اعتقال بحق زعيم العشيرة، خورشيد الهركي، بسبب نزاع عقاري مع عائلة بارزاني التي تتمتع بنفوذ واسع بين الأكراد في العراق، وتتولى المناصب الأكثر أهمية في المؤسسات الرسمية في إقليم كردستان العراق.
وشهدت المواجهات استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، وأقدم عناصر من عشيرة الهركي على إحراق عربتين عسكريتين تابعتين لقوات الزيرفاني.
وأكدت مصادر أمنية أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب تحركت باتجاه خبات في محاولة لاحتواء الأزمة.
وفي تطور لافت، فرضت السلطات حظر تجوال شاملاً في القضاء، وأغلقت الطريق الرئيس الرابط بين خبات ومدينة أربيل، بينما تتواصل الاشتباكات وسط دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحث أبناء عشيرة الهركي في مناطق متفرقة من الإقليم والعراق على الالتحاق بالمواجهات.
وأفاد مراسل “بغداد اليوم” بأن أبناء العشيرة أقدموا على قطع الطريق الرابط بين الكوير وأربيل، في محاولة لمنع وصول تعزيزات عسكرية إضافية.
كما وصلت إلى المنطقة قوة أمنية خاصة تعرف بـ”النخبة”، بتوجيهات عليا، لتنفيذ مهمة فض النزاع واعتقال خورشيد الهركي، وقد دعت عشيرة الهركي بقية العشائر الكردية.
اقرأ ايضاً: دمشق: “حملة اعتقالات” تثير توتراً في الأحياء الكردية ومطالبات بالكشف عن مصير المعتقلين