تصاعد المخاوف الحقوقية في سوريا: تقارير توثق حوادث اعتقال وإخفاء قسري وقتل

شهدت مناطق سورية عدة حوادث مقلقة تتعلق بالاعتقال والإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون، وفقاً لتقارير حقوقية صادرة مؤخراً.

فقد وثق “المركز الدولي للحقوق والحريات” حادثة خطف وقتل بحق المواطن بسام محفوظ منصور وزوجته منال اليوسف، اللذين عُثر على جثتيهما بعد يوم واحد من اختفائهما. وقعت عملية الخطف بتاريخ 7 تموز/يوليو 2025، في منطقة جبلية قرب قرية مشتى الشلاهقة شمال بلدة عين الكروم بريف حماه.  وفي صباح 8 تموز/يوليو 2025، عُثر على جثتي المخطوفين في أحد الأحراش الجبلية القريبة من موقع الخطف. ويصف المركز هذا النوع من الانتهاكات بأنه “ذو طابع طائفي” و”تُرهب المدنيين” وتهدف إلى “إخفاء آثار الجريمة”.

تأتي هذه الواقعة بالتزامن مع تقرير صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، وثق وقوع عشرات حالات الاعتقال والإخفاء القسري بحق سكان حي “حارة العنازة” في منطقة القدم بدمشق، معظمهم من أبناء الطائفة العلوية. وبحسب التقرير، نُفذت حملتان أمنيتان في ديسمبر 2024 ومارس 2025، أسفرتا عن اختفاء وفقدان العشرات، وتصفية بعضهم. وقد تمت هذه المداهمات الليلية دون مذكرات قانونية، وتخللتها تهديدات وشتائم طائفية.

وأشار التقرير إلى تورط فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع في الحكومة السورية بهذه العمليات. كما تحدثت مصادر عن وصول 20 جثة مجهولة إلى مشفى المجتهد بدمشق دون السماح للأهالي بمعاينتها. وفي سياق متصل، رفضت “اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل السوري” النظر في القضية، مبررة ذلك بأن دمشق خارج نطاق عملها.

وتُصنّف هذه الأفعال، وفقاً للتقييم القانوني الموسع للمحكمة الجنائية الدولية الذي ذكره “المركز الدولي للحقوق والحريات”، على أنها “قتل كجريمة ضد الإنسانية” بموجب المادة 7(1)(أ)، و”اضطهاد على أساس ديني كجريمة ضد الإنسانية” بموجب المادة 7(1)(هـ)، وكذلك “الأفعال اللاإنسانية الأخرى المتسببة في معاناة شديدة أو ضرر جسيم” كجرائم ضد الإنسانية بموجب المادة 7(1)(ك).

وتعكس هذه الحوادث، وفقاً للمنظمة، نمطاً ممنهجاً للانتهاكات خارج إطار القانون، في ظل “تقاعس سلطات الدولة عن حماية السكان”، و”استمرار البيئة الحاضنة للانتهاكات”. وتطالب المنظمات الحقوقية بالتحقيق الفوري في هذه الوقائع وتوفير الحماية للمواطنين.

إقرأ أيضاً: احتجاج شعبي واسع نتيجة استمرار الانتهاكات بريف جبلة
حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.