واشنطن و”الكيميائي” ومحاولاتها الخاسرة لإحراج “موسكو ودمشق”
داما بوست | جعفر مشهدية
أعلنت واشنطن تدمير أخر أسلحتها الكيميائية، السبت، حيث تم تدمير صاروخ مزود بغاز الأعصاب ضمن موقع تابع للجيش الأميركي، في ولاية كنتاكي شرق البلاد، وذلك بعد 30 عاماً من العمل.
ورغم تأخر واشنطن عن موسكو ودمشق في تفكيك سلاحها الكيميائي، أصر الرئيس الأميركي جو بايدن على توجيه الاتهامات الكاذبة للبلدين بقوله “روسيا وسوريا يجب أن تمتثِلا مجدداً للاتفاقية، هناك برامج غير معلنة استُخدِمت لارتكاب فظائع وهجمات سافرة، يجب على البلدين الاعتراف بها”.
وتحاول أميركا من خلال إعلانها الكيميائي، التغطية على مخزونها من الأسلحة الأُخرى المحرمة دولياً، والتي كانت أول من استخدمها في حروبها، سواء السلاح النووي ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، أو “النابلم” في فيتنام، أو الأسلحة البيولوجية والقنابل العنقودية في العراق، عدا عن رغبتها بتزويد النظام الأوكراني بهذا النوع من السلاح لقتال روسيا.
وحتى نهاية 2022 أنفقت أميركا حوالي 44 مليار دولار للحفاظ على ترسانتها النووية لذات العام، وهو ما يعادل نصف إنفاق باقي الدول التي تمتلك سلاحاً نووياً، حيث تمتلك واشنطن 5400 رأس نووي بين عامل ومُخزن ومتقاعد.
وأفاد الكاتب والباحث بالشؤون الدولية محمد نادر العمري لداما بوست أن “طبيعة الصراع في سورية، وكذلك ارتباط التطورات السورية بعدد من الملفات الدولية ضمن التجاذب الحاصل ما بين روسيا وأميركا، يدفع الأخيرة مع كل انحسار وفشل لتنظيماتها الإرهابية في المضمار العسكري، إلى توظيف الملفات الأُخرى مثل الكيميائي والإنساني وغيرها”.
وتابع العمري.. “الولايات المتحدة وعبر المنظمات الدولية المتخصصة، قامت بإتلاف مخزونات سورية وبتوافق روسي أميركي منذ عام 2013، وبالتالي ادعاءات واشنطن في هذا الملف، تأتي في الدرجة الأولى نتيجة عجزها العسكري، والسعي للضغط على الدولة السورية لتقديم تنازلات سياسية، عجزت واشنطن عن فرضها سابقاً”.
وأكمل “العمري” أنه “في إطار الصراع مع روسيا تسعى أميركا إلى إدانة موسكو وتقليص قوتها، وزيادة التجييش الدولي ضدها، لاحتواء النمو الروسي، وهو ما يظهر في الأزمة الأوكرانية، والحديث هنا يكون حول ازدواجية المعايير الأميركية، التي تطور الأسلحة البيولوجية المُحرمة في أوكرانيا على حدود روسيا”.
وحول تجاهل المنظمات الدولية للخروقات الأميركية أكد “العمري” أن السبب هو وجود هذه المنظمات إما في أميركا أو على أراضي دول غربية تدخل في تحالفات مع واشنطن، إضافة لعامل التمويل، حيث ان أميركا تمول هذه المنظمات بنسبة تبدأ بـ 25% كحد أدنى، وهذا ما يسبب خشية للمنظمات في مجال التمويل، علاوة على الهيمنة الأميركية سابقاً، في ظل عدم وجود قوى دولية تنافس أميركا في إدارة النظام الدولي”.
وأضاف الباحث المختص “ما هو الدليل على تخلص أميركا من مخزونها الكيميائي؟ فمازال هناك الكثير من المصانع الكيميائية أو البيولوجية داخل الولايات المتحدة، او على أراضي دول تشرف عليها الاستخبارات الأميركية، وما كشفته روسيا عن معامل أميركية في أوكرانيا خير مثال”.
وختم “العمري” حديثه “في النهاية لا يوجد ما يؤكد تخلص اميركا من مخزونها، وثانياً هناك تورط بإدارة مصانع خارج أراضي أميركا تتعلق بالأسلحة غير الدولية، وقرار أميركا تزويد كييف بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، دليل على أن أميركا إذا لم تستطع استخدام الأسلحة بشكل مباشر، فتستخدمها عبر الوكالة، كما حصل في سوريا مع التنظيمات الإرهابية التابعة لواشنطن”.
وفي وقت سابق، أكد جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية أن أمريكا تستعد لتنفيذ عملية استفزاز باستخدام المواد الكيميائية السامة، بهدف تعطيل عملية التطبيع العربي – السوري.