داما بوست | قطر
رجح تقرير لبنك قطر الوطني “QNB” أن يشهد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية تراجعاً تدريجياً ومنظماً، تزامناً مع نمو الاستهلاك الأسري الذي يعد من أقوى القطاعات في البلاد والمستفيد من تعافي أسواق العمل والميزانيات العمومية القوية.
وأشار تقرير البنك الأسبوعي الذي نشرته شبكة الجزيرة الإعلامية إلى صمود الاقتصاد الأميركي أمام التحديات الاقتصادية المتزايدة، بما في ذلك التضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة وتشديد شروط الائتمان.
ولفت إلى استمرار تماسك الإنفاق الاستهلاكي -الذي يشكل حوالي 68% من الناتج المحلي الإجمالي- رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث سجل نموا قويا في الربع الأول من العام الحالي بمعدل حقيقي سنوي قدره 3.8%، وهو معدل أعلى بكثير من متوسط النمو البالغ 2.5% خلال السنوات الخمس السابقة قبل جائحة كورونا (كوفيد-19)، فيما لا تزال مبيعات التجزئة (المعدلة بحسب التضخم) أعلى بما يقرب من 6.8% من الاتجاه الذي كان سائدا قبل الجائحة، حسب شبكة الجزيرة.
وربط التقرير العلاقة بين دعم الاستهلاك والهبوط الناعم في الولايات المتحدة بعاملين رئيسين، الأول يتعلق بسوق العمل التي لا تزال متينة، إذ تظل كل علامات التراجع هامشية بالمقارنة مع ديناميكيات الركود النموذجية، في وقت يتراوح فيه معدل البطالة في العام الحالي بين 3.4% و3.7%، أي عند مستوى قريب من الحدود الدنيا التاريخية.
والعامل الثاني يتمثل في استمرار قوة استهلاك الأسر المدعوم من الميزانيات العمومية، حيث تمتلك الأسر كمية كبيرة من الأموال التي ستسمح لها بدعم الإنفاق الشخصي حتى الربع الأخير من العام الجاري على الأقل، مما يجنب حدوث أي تراجع حاد في الاستهلاك. وقد وصل المخزون المتراكم من المدخرات الفائضة إلى ما يقرب من تريليوني دولار أميركي في الفترة بين فبراير/شباط 2020 وأغسطس/آب 2021، فيما لا تزال حوالي 300 مليار دولار متاحة بعد أن سحبت من هذه المدخرات حتى أبريل/نيسان الماضي حوالي 1.7 تريليون دولار، حسبما نشر موقع الجزيرة.