داما بوست | الولايات المتحدة
قررت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لدعم هجومها المضاد ضد روسيا.
وقال الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مدافعاً عن قراره إنه استغرق “بعض الوقت حتى يقتنع بفعل ذلك” لكن ذخيرة الأوكرانيين تنفد، مؤكداً خلال مقابلة له مع شبكة “سي إن إن” أنه تشاور مع حلفاءه قبل اتخاذ القرار، وقبل عقد قمة “حلف شمال الأطلسي” في ليتوانيا الأسبوع المقبل.
من جهته أشاد الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” بالمساعدة الأمريكية البالغ قيمتها نحو 800 مليون دولار، ووصفها بأنها “مطلوبة بشدة وجاءت في الوقت المناسب”.
واعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” القرار بالصائب، وأن السلطات الأوكرانية قدمت لبلاده “ضمانات مكتوبة” بشأن استخدامها بشكل آمن يحد من إلحاق الضرر بالمدنيين.
انتقادات دولية:
ولاقى قرار “بايدن” نقداً لاذعاً، سيما أنه تجاوزٌ للقانون الأمريكي، الذي يحظر إنتاج أو استخدام أو نقل الذخائر العنقودية، لما لها من سجلات طويلة في قتل المدنيين، وتتسم بمعدل فشل يزيد عن 1%.
وفي وقت سابق وصف المتحدث الصحفي للبيت الأبيض، استخدام القنابل العنقودية والفراغية بــ “جريمة حرب” محتملة، عندما سئل عن مزاعم تتهم روسيا باستخدامها.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني “ريشي سوناك” دعمه لأوكرانيا، لكنه “لا يشجع” استخدام القنابل العنقودية، وأن بلاده واحدة من 123 دولة حظرت هذه الأسلحة المثيرة للجدل.
وانتقدت إسبانيا وبريطانيا وكندا قرار إرسال القنابل العنقودية، كما أدانه الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” مبدياً رغبته في عدم رؤية هذه الأسلحة تستخدم ميدانياً.
بدورها المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “مارتا هورتادو” لفتت إلى أن “استخدام مثل هذه الذخائر يجب أن يتوقف على الفور وألا تستخدم في أي مكان”.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن “نقل هذه الأسلحة (إلى أوكرانيا) سيتسبب بشكل لا مفر منه بمعاناة للمدنيين على المدى الطويل”.
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن على إدارة بايدن “أن تدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للقنابل العنقودية في هذه الحرب سيؤدي إلى قتل إضافي للمدنيين”، واستخدامها “لا يتوافق مع القانون الدولي”.
وقال تحالف “الذخائر العنقودية الأمريكية”، وهو جزء من حملة المجتمع المدني الدولية التي تعمل على القضاء على هذا النوع من الأسلحة، إنها ستسبب “معاناة أكبر اليوم، ولعدة عقود قادمة”.
من جهتها أعربت ألمانيا، التي وقعت على معاهدة الحظر، عن تفهمها للموقف الأمريكي، فيما وصف قراء صحيفة “دي فيلت” الألمانية القرار بأنه “غير إنساني ويتعارض مع القيم الأوروبية” أفقد الولايات المتحدة حقها في الدفاع عن “القيم الغربية”.
ردود أفعال سلبية في الأوساط الأمريكية:
انقسم الكونغرس الأمريكي بين مؤيد ومعارض لقرار الرئيس الأمريكي “جو بايدن” حول إرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا، حيث وصف بعض المشرعين الأمريكيين الديمقراطيين في الكونغرس القرار بأنه “مقلق” و”خطأ فادح، في حين أيده البعض الآخر كـ “آدم سميث” العضو الديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الذي وصفه بـ “القرار الصائب”.
وفي ذات السياق بين زعماء جمهوريون في لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، إن تحرك الرئيس بايدن سيسمح للقوات الأوكرانية “باستهداف القوات الروسية والقضاء عليها بشكل أكثر كفاءة”.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) “ينس ستولتنبرغ” قال إن التحالف العسكري لم يتخذ موقفاً بشأن الذخائر العنقودية.
وفي عام 2008، وقّعت 107 دول على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، ومع ذلك، ما زالت بعض الدول لم توقع، مثل الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والبرازيل والهند، كما أن غالبية دول الشرق الأوسط ليست أطرافاً في الاتفاقية باستثناء العراق ولبنان وتونس، وبسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين، قامت منظمات حقوق الإنسان والجماعات المناهضة للحرب بحملات طويلة ضد استخدامها.